مع مصر في مواجهة الإرهاب
- 27 يناير 2014
أدانت دولة الإمارات العربية المتحدة التفجيرات الإرهابية التي وقعت، يوم الجمعة الماضي، في القاهرة بأشد العبارات، حيث وصفها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، بالعمل الإجرامي الذي يستهدف زعزعة أمن جمهورية مصر العربية الشقيقة واستقرارها، وأعرب عن تضامن دولة الإمارات العربية المتحدة مع الحكومة المصرية ووقوفها إلى جانبها في مواجهة التطرف والإرهاب.
لقد دعا سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، مختلف الدول التي تعارض الإرهاب إلى أن تترجم هذا الموقف قولاً وعملاً، وأن تقف إلى جانب الحكومة المصرية وتتضامن معها في مواجهة التنظيم الإرهابي والتصدي للأفكار التي يستند إليها ويدعو إليها، وهذا إنما يعبر عن إدراك إماراتي لخطر الإرهاب والفكر الذي يستند إليه في زعزعة استقرار الدول والمجتمعات، حيث تؤمن الإمارات بأن مكافحة الإرهاب تتطلب تضافر مختلف الجهود، إضافة إلى تعاون الهيئات والمؤسسات المعنية كافة في التصدي لهذه الظاهرة الخطرة، التي لا تستطيع دولة بمفردها أن تقوم به مهما كانت قدراتها أو إمكاناتها، ولهذا تطالب دوماً بضرورة تفعيل التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب، وإزالة أي عراقيل تحول دون القضاء عليه.
لا شك في أن سلسلة التفجيرات الإرهابية التي استهدفت مديرية أمن القاهرة وعدداً من مراكز الشرطة، يوم الجمعة الماضي، وما سبقها من أعمال إرهابية خطيرة في العديد من المدن المصرية تشير إلى خطورة الفكر المتطرف الذي يقف وراء هذه الأعمال، ويتبنى رؤية مغايرة لصحيح الدين الإسلامي، تشوه قيمه النبيلة التي تدعو إلى التسامح والوسطية، وتعرّض رموزه ومقدساته للتجريح والإساءة، وهذا كما قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان: "الأمر يقتضي من الجميع العمل الحاسم والسريع للقضاء على هذه الممارسات الإرهابية الإجرامية التي تستخدم الإسلام الحنيف مبرراً لأنشطتها وأعمالها الإجرامية، والإسلام والمسلمون منها براء".
تدرك دولة الإمارات العربية المتحدة أن التوعية بخطر التطرف وكشف الغطاء عن القوى التي تقف وراءه وتغذيه، هي عنصر جوهري في التصدي لظاهرة الإرهاب، ولهذا بادرت بإنشاء مركز (هداية) مركز التميز الدولي لمكافحة التطرف العنيف، الذي يمثل علامة بارزة في مجال التحرك المؤسسي والشامل للتصدي لخطر التطرف والإرهاب والعنف، فهذا المركز يعتبر أول مؤسسة دولية تدعم الجهود العالمية في مجال مكافحة التطرف عبر احتضانها للتدريب والحوار والتعاون والبحث في مجال مكافحة التطرف العنيف بجميع أشكاله ومظاهره، كما يسعى عبر نشاطاته المختلفة إلى تعزيز عمل المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، ولاسيما المجموعة العاملة لمكافحة التطرف العنيف التابعة للمنتدى، بالإضافة إلى أنه يقدم كل أوجه الدعم الممكنة للأمم المتحدة وغيرها من المنظمات في مجال مكافحة التطرف والأيدلوجيات التي تغذيه.
إن موقف الإمارات المتضامن مع مصر في مواجهة الإرهاب يعبر عن توجه ثابت تتبناه الدولة في سياستها الخارجية، وينسجم مع مواقفها كدولة مسؤولة في محيطيها الإقليمي والدولي، تستهدف دعم الأمن والاستقرار في دول المنطقة، والمساهمة بصورة إيجابية وفاعلة في مواجهة التحديات التي تهدد الأمن والسلم في المنطقة والعالم.