ثقافة "العداء" بين الهند وباكستان
- 24 أغسطس 2002
ويثير الاستطلاع السابق الإشارة إليه تساؤلاً أساسياً هو: ما هو سبب هذا العداء، وما هي خلفياته، وكيف يمكن التغلب عليه؟ إن لهذا العداء أسبابه العديدة والمتداخلة، فهو ذو صبغة دينية في الأساس حيث انفصلت باكستان عن الهند غداة استقلال الأخيرة عن الاحتلال البريطاني عام 1947 على أسس دينية، والنزاع حول كشمير له هويته الدينية أيضا حيث إن غالبية سكانها من المسلمين، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد وإنما يمتد إلى أن بعض القوى على الجانبين، الهندي والباكستاني، تغذي هذا العداء وتنفخ في ناره بل وتعتمد في برامجها وسياساتها على استمراره على الرغم من بروز العديد من الشخصيات الباكستانية والهندية التي دعت إلى التعايش وحسن الجوار بين البلدين. إضافة لما سبق فقد وقعت بين الهند وباكستان ثلاث حروب مدمرة، وهناك اشتباكات مستمرة على جانبي خط الحدود وفي كشمير توقع مئات القتلى والمصابين مما يغذي الشعور بالعداء للآخر لدى شعبي البلدين. ولا يمكن تجاهل التدخلات الخارجية ودورها وخاصة من قبل إسرائيل التي تحسنت علاقاتها مع الهند خلال السنوات الأخيرة، وتحاول تصوير الأمر بين الهند وباكستان على أنه صراع" ديني" وتطلق على القنبلة النووية الباكستانية اسم "القنبلة النووية الإسلامية".
ولا شك في أن السلام في شبه القارة الهندية فوق أنه مصلحة لكلا البلدين وشعبيهما وللقارة الآسيوية، فإنه مصلحة أيضاً للعالم العربي وخاصة منطقة الخليج في ظل العلاقات التاريخية والاقتصادية والثقافية بين الجانبين فضلا عن القرب الجغرافي بينهما، ولهذا تحرص دول مجلس التعاون على عدم التورط في الصراع الهندي- الباكستاني، وتدعو دائماً إلى الحوار واللجوء إلى الطرق السلمية لحل المشكلات بينهما لأن في ذلك مصلحة أكيدة للجميع في حين أن الانقياد وراء طريق العنف سيعمق الكراهية ويدخل المنطقة في دائرة مفرغة من الاضطراب وعدم الاستقرار.