تقارير وتحليلات.. اكتشافات جديدة تعزز مكانة الإمارات في أسواق الطاقة العالمية
- 6 نوفمبر 2019

تمكنت دولة الإمارات العربية المتحدة من نيل مكانة متقدمة لها عالمياً في مجالات إنتاج واحتياطيات النفط والغاز؛ فبعد أن كانت تحتل المرتبة السابعة عالمياً في احتياطيات هذين الموردين الطبيعيين، تقدمت الدولة مؤخراً لتحوز المرتبة السادسة. هذا بالإضافة إلى أنها تتبوأ المرتبة الثامنة عالمياً في إنتاج النفط، وفقاً لإحصائيات عام 2017.
ترتيب الدول الأكثر إنتاجاً للنفط يتغير بشكل شبه دائم؛ ففي حين كانت المملكة العربية السعودية تتصدر قائمة منتجي النفط خلال عامي 2015 و2016، بعد تفوّقها على روسيا، شهد عام 2018 تغيّراً في ترتيب الدول المنتجة للنفط، لتصبح الولايات المتحدة الأمريكية أكبر منتج للنفط في العالم، بمتوسط إنتاج بلغ 14.86 مليون برميل يومياً، بما يمثل 15.3% من الإنتاج العالمي، تلتها السعودية التي بلغ متوسط إنتاجها نحو 12.39 مليون برميل يومياً، بنسبة تمثل 12.7% من إجمالي الإنتاج العالمي، ثم روسيا فالصين فكندا فالعراق الذي بلغ متوسط إنتاجه 4 ملايين و616 ألف برميل يومياً، وذلك بحسب ما كشفته إدارة الطاقة الأمريكية (EIA) في مايو الماضي.
ووفقاً لتقرير غرفة تجارة وصناعة دبي الصادر في إبريل الماضي، فإن الشركات المنتجة للنفط الصخري في الولايات المتحدة الأمريكية، ستكون في المستقبل جزءاً دائماً من معادلة الإمداد النفطي العالمي وتحديد الأسعار؛ وذلك نتيجة انخفاض كلفة استخراجه ومعالجته، الناجم عن التقدم التكنولوجي المستمر لديها، حيث يشير التقرير إلى أن قدرة الولايات المتحدة النفطية ستؤثر في الدول الأعضاء بمنظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك»؛ فمع ارتفاع الإنتاج فإن الكميات الزائدة ستحتاج إلى تسويق، ومع تحقيق شركات الطاقة الأمريكية حصة أكبر في السوق العالمية، فقد تتعرض حصص أعضاء «أوبك» للتناقص، ما يضعف من قوة المنظمة في التأثير في مسار الأسعار.
وبالعودة إلى الاكتشافات الجديدة للنفط والغاز في دولة الإمارات، وانتقالها إلى المركز السادس عالمياً باحتياطياتهما، بإجمالي 105 مليارات برميل من النفط القابل للاستخراج، و273 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز التقليدي، فقد أضافت الدولة إلى احتياطياتها 7 مليارات برميل من النفط و160 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز غير التقليدي، و58 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز التقليدي، لتحلّ محل الكويت في هذا الترتيب، حيث كانت البيانات القديمة الخاصة بترتيب الدول في احتياطيات النفط، قبل هذا التحديث تشير إلى أن فنزويلا تحتل المركز الأول، تليها السعودية ثم كندا، ثم إيران، ثم العراق، ثم الكويت، ثم دولة الإمارات، ثم روسيا وليبيا والولايات المتحدة الأمريكية.
إن التحركات المتسارعة التي سجلها قطاع النفط والغاز في دولة الإمارات، واكبته استراتيجية تقوم على تنويع مصادر الطاقة والاعتماد على سياسات وخطط تعزز من حماية المناخ؛ فبحسب تقرير الأداء البيئي للاتحاد الدولي لمنتجي النفط والغاز 2017، تعد شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» من الشركات الخمس العالمية، الأقل إطلاقاً للانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، من ثاني أكسيد الكربون، وغاز الميثان. كما قامت «أدنوك» منذ بداية العام الجاري بالسعي نحو تعزيز دورها الريادي والتزامها بالمحافظة على البيئة وترسيخ مكانتها ضمن أقل الشركات المُطلِقة لانبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة تصل إلى 10% بحلول عام 2023.
وتعد «أدنوك» صاحبة دور ريادي على مستوى الشرق الأوسط في خفض حرق الغاز، عبر الاستفادة من التقنيات الصناعية المتقدمة والذكاء الاصطناعي لتعزيز الكفاءة التشغيلية والارتقاء بالأداء، وذلك بوصفها واحدة من أكبر مجموعات شركات الطاقة والبتروكيماويات المتنوعة الرائدة عالمياً، حيث يبلغ إنتاجها 3 ملايين برميل من النفط الخام، و10.5 مليار قدم مكعبة من الغاز يومياً. كما أنها تعد محفزاً أساسياً للنمو والتنويع الاقتصادي في الدولة، من خلال 14 شركة فرعية متخصصة ومشروعاً مشتركاً.
لقد عملت دولة الإمارات، على الارتقاء بالكفاءة في مختلف المجالات، معتمدة على الموارد الهيدروكربونية لتلبية الاحتياجات المتنامية من الطاقة، بتطبيق التكنولوجيا المتطورة لتلبية النمو في الطلب المستقبلي، من دون إغفال الاهتمام بجوانب الاستدامة وحماية البيئة والمحافظة على سلامة الكوادر والأصول والمنشآت.