القمة الحكومية: نافذة فكرية لتطوير العمل الحكومي
- 10 فبراير 2014
تنطوي الدورة الثانية للقمة الحكومية التي تنطلق، اليوم الاثنين، وحتى الثاني عشر من شهر فبراير الجاري، برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، بمشاركة عدد من القيادات والوزراء والمسؤولين الحكوميين والخبراء ورواد الفكر والإبداع الحكومي، على أهمية بالغة، ليس فقط لأنها تشكل نافذة لتبادل المعرفة والأفكار وأفضل الممارسات حول سبل الإبداع في الخدمات الحكومية، وإنما أيضاً لأنها تتيح الاطلاع على التجارب الرائدة في مجالات العمل الحكومي المختلفة، وبما يسهم في إعادة صياغة مفهوم تقديم الخدمات الحكومية بأساليب مبتكرة تجعل من العمل الحكومي في خدمة أفراد المجتمع وإسعادهم، الهدف الرئيسي للحكومة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
تناقش الدورة الجديدة للقمة الحكومية العديد من الموضوعات الحيوية التي تتصل بالخدمات التي يتم تقديمها لأفراد المجتمع، مثل تعزيز جودة الخدمات الاجتماعية وتسهيل الوصول إليها، وكيفية تفعيل الخدمات الحكومية الصحية، لما لها من علاقة مباشرة بصحة أفراد المجتمع وعملية الإنتاج والتنمية بوجه عام، حيث تعرض أمثلة عملية ونماذج للرعاية الصحية في بعض المستشفيات والمنظمات الرائدة في العالم، بهدف مناقشة أهم الفرص والتحديات للوصول إلى مجتمعات أكثر صحة وسعادة. كما ستخصص القمة جلسة رئيسية لمناقشة آفاق التعاون وتبادل المعارف والخبرات بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في مجال الحكومة الذكية، لإيجاد أفضل السبل لتطوير الخدمات عبر الوسائل الذكية بما يحقق السعادة لشعوب المنطقة.
الدورة الثانية للقمة الحكومية، وما تطرحه من قضايا للنقاش من جانب نخبة من الخبراء والمتخصصين في مجال العمل الحكومي، وما تقدمه من تجارب عالمية حول الابتكار في الخدمات الحكومية لخدمة المتعاملين تعكس الفلسفة التي تتبناها دولة الإمارات العربية المتحدة في تطوير العمل الحكومي، وهي فلسفة تنهض على التحديث المستمر لأنظمة العمل الحكومي، والاستفادة من التجارب الحكومية الرائدة على مستوى العالم أجمع، وهذا يتضح من كم المبادرات والبرامج التي تم إطلاقها في الأعوام القليلة الماضية، وتصب في تحقيق هذا الهدف، كبرنامج «الشيخ خليفة للتميز الحكومي» الذي يسعى إلى تمكين القطاع الحكومي بالدولة من التفوق في أنظمته وأدائه وخدماته ونتائجه، من خلال تطبيق نموذج عالمي للتميز وإطلاق مجموعة متنوعة ومستمرة من المبادرات التطويرية بما يعزز ثقافة الإبداع والولاء والتميز لدى موظفي القطاع الحكومي كافة، والارتقاء بالخدمات الحكومية في المجالات المختلفة.
إن تطوير الأداء الحكومي، والارتقاء بالخدمات المقدمة لأفراد المجتمع يمثلان أولوية رئيسية للقيادة الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله- والتي تحرص على تطبيق أحدث الممارسات العالمية في مجال العمل الحكومي، انطلاقاً من حرصها على رفاهية المواطن الإماراتي وتحسين مستوى معيشته وفق أرقى المعايير العالمية، وهو الهدف الذي عبر عنه صاحب السمو رئيس الدولة في كلمته بمناسبة ذكرى اليوم الوطني الـ 42 حينما أكد أن «طموح حكومتنا لا يقتصر على الارتفاع بمؤشرات النمو الاقتصادي على أهميتها، وإنما على رفع المستوى المعيشي للمواطنين ووضع الدولة على خريطة الدول الأكثر تطوراً وعدلاً وأمناً وتعليماً وثقافة وإسكاناً ورياضة وصحة وبيئة ومدناً ذكية»، وهي قائمة الأهداف التي تشكل الأسس العملية لـ«رؤية الإمارات 2021»، التي تستهدف الارتقاء بمكانة دولة الإمارات العربية المتحدة، وجعلها من أفضل دول العالم على المستويات كافة.