الإمـارات اليوم: سجل مشرّف في مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب
- 29 يونيو 2021
سجل مشرّف وحافل بالإنجازات سطّرته دولة الإمارات في مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب؛ وذلك انطلاقًا من التزامها بمسؤولياتها الأخلاقية وتعهداتها الدولية، فقد أصبحت اليوم من بين الدول التي يشار إليها بالبنان وتُستلهم تجربتها في تجفيف المنابع التي تغذّي هاتين الآفتين اللتين تنذران أي مجتمع تتمكّنان من اقتحامه أو التغلغل فيه بشرٍّ مستطير يطال أذاه وتبِعاته جوانب الحياة كافة، وفي المقدّمة من ذلك تقويض الأمن والاستقرار وتهديد الناس في أرواحهم، إضافة إلى ما يُلحقه بالاقتصاد والاستثمار والثقة التي تحظى بها أي دولة في هذين الجانبين من خسائر كبيرة.
وانطلاقًا من كونها مركزًا اقتصاديًّا عالميًّا جاذبًا، وقطبًا استثماريًّا يحظى بسمعة ناصعة، فقد تنبّهت الدولة منذ وقت مبكر إلى مخاطر الآفتين، وعملت على محاربتهما بلا هوادة، ليس على الصعيد الوطني فحسب، بل على الصعيدين الإقليمي والدولي أيضًا، حيث أسهمت بشكل فاعل في الجهود الدولية لتجفيف منابع تمويل الإرهاب التي تعتمد بشكل أساسي على عمليات غسل الأموال وتبييضها، وأغلقت المنافذ كافة في وجه الأموال المشبوهة وتلك التي تشكّ في مصادرها وأسهمت في القضاء على الكثير من الأنشطة المرتبطة بها، وفي المقدّمة منها تهريب المخدرات والاتجار بها.
وحتى يكون العمل متكاملًا في هذا المجال، فقد حرصت دولة الإمارات على الموازاة بين الخطين العملياتي والتشريعي؛ إذ ضاعفت من جهودها في وأد كلّ محاولات العصابات الدولية العاملة في هذا المجال، وعزّزت من قدراتها وتعاونها في مراقبة الأنشطة المشبوهة، والإبلاغ عنها، وتحليلها من خلال نظام الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة وسجلات الشركات وقنوات مشاركة المعلومات الأخرى، حتى أصبحت واحدة من أفضل دول العالم في مجالات الأمن الاقتصادي والاجتماعي، كما أطلقت استراتيجيتها الوطنية لتعزيز منظومة العمل الخاصة بها في مواجهة هذا النوع من الجرائم، التي تضمّنت تطوير القوانين واللوائح والنظم المعمول بها في هذا المجال، بحيث تضاهي، بل تتجاوز المعايير العالمية المعتمدة.
جرائم غسل الأموال عمليات تنفذها عصابات وتنظيمات إجرامية، تحاول من خلالها تدوير الأموال القذرة الناتجة عن أعمال مشبوهة أو جرائم مالية، عبر عمليات مالية تهدف إلى إخفاء مصدرها غير المشروع، وغالبًا ما يتمّ اللجوء إليها بهدف توفير الأموال للتنظيمات الإرهابية التي تواجه صعوبة كبيرة في الحصول على التمويل، نتيجة الإصرار والحزم الدوليين في محاربتها ووضع حدّ لمخاطرها.
ودولة الإمارات باتت اليوم أحد أبرز اللاعبين في محاربة هاتين الجريمتين، وقد حقّقت في ذلك نجاحات أثارت إعجاب العالم، انطلاقًا من إيمانها الراسخ بأن جهود المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب لن تُكلَّل بالنجاح من دون قطع جميع مصادر تمويله، وهو ما يحتاج إلى تعاون عالمي بلا حدود، ووعي مجتمعي عميق.