أصبحت منطقة الخليج العربي بؤرة اهتمام عالمي متزايد منذ اندلاع أزمة الخليج الثانية (1990-1991)، والتي أظهرت بوضوح الصلة بين الاستقرار الإقليمي والأمن العالمي. يعتمد أي إطار فعال لأمن الخليج إلى حد كبير على التكامل بين السياسات الوطنية والسياسات الإقليمية من جهة والسياسات الدفاعية للدول الحليفة من جهة أخرى. لقد أتاح انتهاء الحرب الباردة الفرصة لمنطقة الخليج العربي لتحقيق نمط أمني أكثر استقرارا لا يتقيد بمقتضيات نظام القطبية الثنائية. وفي ضوء هذه الخلفية، يتناول هذا الكتاب أساس ونطاق روابط أمنية أوثق بين المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

يشمل هذا الكتاب مجموعة من الأوراق المتخصصة التي قدمها نخبة من المسؤولين العسكريين والخبراء من دول مجلس التعاون وبريطانيا والتي قدمت ضمن مؤتمر عقده مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في لندن خلال الفترة (28-29 نيسان/أبريل 1998)، بالاشتراك مع المعهد الملكي لدراسات الدفاع التابع للقوات المسلحة البريطانية. ويمنح هذا الكتاب القراء فرصة مميزة للاطلاع على محصلة خبرات متخصصة في المجال الأمني في الوقت الذي يؤكد فيه على الحاجة إلى تطوير عدد أكبر من الآليات الاستشارية. وإذ يسلط الضوء على التهديدات الفورية والمحتملة التي قد يتعرض لها أمن الخليج والإجراءات الوطنية والإقليمية الفعالة لمجابهة هذه التهديدات، فإنه يتطلع إلى أن يقدم لنا فهما أعمق للقضايا الأمنية التي ستحدد شكل العلاقة بين بريطانيا ومجلس التعاون لدول الخليج العربية في القرن الحادي والعشرين.