في إطار حرص مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية على إصدار البحوث المتميزة والتي تغطي قضايا استراتيجية هامة لمنطقة العالم العربي أصدر المركز هذه الدراسة العلمية. أعادت مجريات الأزمة اليمنية-الإريتيرية ومراحل تطور تسويتها الإيجابية، تسليط الأضواء من جديد على أهمية البحر الأحمر الجيواستراتيجية للأمن العربي.

إن إدراك أهمية البحر الأحمر الجيواستراتيجية بالنسبة إلى العرب يستدعي التوقف عند أهمية هذا البحر والخطوات الجادة المطلوبة لتأمينه عربياً. وأولى تلك الخطوات بلا شك هي بلورة استراتيجية عربية واضحة تجاهه. ومن هنا جاءت هذه الدراسة لتساهم في صياغة استراتيجية عربية تحمل في بنيتها الإمكانية الواقعية لتجسيدها على مياه البحر الأحمر، وتقوم على أساس الفعل والمبادرة المتحصلين من الإدراك الشامل لأهمية البحر الأحمر الجيواستراتيجية، وليس رد فعل على قضية آنية أو حادثة طارئة تواجه أمنه.

وقد بدأت الدراسة بتوضيح أهمية البحر الأحمر والدول المطلة عليه، مما جعل هذه المنطقة محط اهتمام القوى الإقليمية والدولية، ثم انتقلت إلى رصد وتحليل أهداف تلك القوى وسياساتها المختلفة والتنافس فيما بينها للسيطرة عليه واحتكار مزاياه الاستراتيجية. وتنتقل الدراسة في شقها الآخر إلى بحث مفهوم "الأمن" وضروراته وانعكاسات التغيرات في البيئتين الإقليمية والدوليـة عليه، ليمهد الطريق نحو اقتراح شكل محدد لآليات عمل النظام الأمني العربي في البحر الأحمر، ضمن إطار الممكن والمتاح، والذي يكفل في النهاية تحقيق السيادة العربية الشاملة عليه وعلى مداخله الاستراتيجية.