الخلافة هي النظام الذي يكون على رأسه شخص تكون له الرئاسة العامة في الحفاظ على الدِّين وتدبير شؤون المجتمع والدولة (الدنيا) ويسمى الخليفة. ويستند هذا النظام إلى موقع النبي -صلى الله عليه وسلّم- وأعماله وتصرّفاته وما تنزّل عليه من آيات قرآنية وما صدر عنه من أحاديث في الموضوع.
وقد أُخذت إلزامية الخلافة من إجماع الصحابة على الإسراع في اختيار خليفة ومن تكون له الرئاسة العامة بعد وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- مباشرة. وقد أخذ تنصيب الخليفة بعد النبي -صلى الله عليه وسلّم- أشكالاً عدّة (التعيين، الترشيح، الوراثة، الانتزاع بالقوة....)، منذ عصر الخلفاء الراشدين إلى إعلان سقوط الخلافة عام 1924، مروراً بالدول الأموية والعباسية والعثمانية. وهذه الأوضاع التاريخية تؤكد أن بنية نظام الخلافة مرتبط بالمصلحة، وليس في القرآن الكريم ولا في السنّة النبوية الشريفة نصٌّ على ذلك.
ووقعت كثير من تيارات الإسلام السياسي المعاصرة، التي نشطت في العقود الأخيرة، في غموض فكرة الخلافة التي رفعوها شعاراً، وظهر الفهم السقيم الذي وقع فيه كثيرٌ من منتسبي الحركات الإسلامية، خصوصاً في ظل اضطرابهم في طرائق التعامل مع واقع الدولة الوطنية والمعطيات الجيوسياسية والفكرية الجديدة.