مسألة الحضارة والعلاقة بين الحضارات لدى المثقفين المسلمين في الأزمنة الحديثة
الوصف
لم يدرك المثقفون العرب المحدثون ما اعتبروه حضارتهم إلا من حيث كونها ماضياً منقضياً، في حين نظروا إلى حضارة الآخر الأوربي والغربي عموماً باعتبارها واقعاً متحققاً يملأ الأسماع والأبصار، ويتضح ذلك في كتابات المفكرين العرب في بداية النهضة العربية المعاصرة في القرن التاسع عشر ومن أتى بعدهم من مفكرين في القرن العشرين على مختلف رؤى هؤلاء المفكرين، وقد سعى بعضهم إلى اقتباس الحضارة الغربية وتبنى منطلقاتها، في حين رفضها آخرون بصورة عامة، على أن صنفاً ثالثاً نظر إليها بشيء من التوازن، ورأى فيها فائدة يجب الاستفادة منها، وإن تضمنت أشياء مرفوضة لا تتفق مع أسس الحضارة العربية وقيمها.
لهذا فإن الحضارة الغربية تتحاور وتتجاور في إدراك المفكرين العرب المعاصرين، وقد ظهر نتيجة ذلك عدة أمور: أولها الإحساس الفاجع بالانقضاء المقرون بالاضطرار لمواجهة الحاضر الغربي المتعملق بالماضي العربي الماجد. وثاني تلك الأمور توظيف الماضي للدفاع عن الذات والموقع والدور، وثالث تلك الأمور اعتناق مقولة التقدم الغربية المقرونة بالتوجس من إمكانية تأثيرها سلباً على الهوية الذاتية، بما يعنيه ذلك من حيرة بين الحداثة والتحديث. وتعني الحداثة في فكر المفكرين المحدثين الالتحاق بالغرب من أجل تجاوز التخلف، في حين أن التحديث يعني مزيجاً من نقاء القيم الإسلامية والاقتباس التقني والمؤسساتي الغربي.
AED10.00 – AED20.00