يُعتبر النظام الغذائي السيئ، وقلة النشاط البدني، من أكثر التحديات الصحية إلحاحاً في العالم. وترتبط هذه التحديات بالأسباب الرئيسية لانتشار الأمراض والوفيات، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية، وارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري، وبعض أنواع السرطان. ونظراً إلى تلك الحقائق فإن استخدام الحوافز المالية في التشجيع على تغيير السلوك الصحي أصبح محل اهتمام متزايد من لدن الهيئات الصحية على المستوى الوطني والدولي؛ وبخاصة "منظمة الصحة العالمية" التي أطلقت نداءات دعت فيها حكومات العالم إلى انتهاج سياسات مالية للتأثير في أسعار المواد الغذائية بطرق تشجع على شراء الأطعمة الصحية.

وتستعرض هذه الدراسة أدلة من عمليات تدخل ميدانية في جنوب إفريقيا والولايات المتحدة الأمريكية تم خلالها دعم مواد غذائية صحية، وتوضّح مدى فاعلية تلك التدخلات في تعديل السلوك الغذائي وتشجيع المستهلكين على تناول الطعام الصحي. وبالتالي تحاول الدراسة الإجابة عن التساؤلات الآتية: هل الإعانات لها تأثير فاعل في تعزيز مشتريات الأغذية الصحية واستهلاكها؟ وما المستوى اللازم للإعانات كي تكون فاعلة؟ هل تختلف فاعلية التدخل بين الفئات الفرعية للسكان؟ هل التدخل السعري أكثر أو أقل فاعلية من استراتيجيات التدخل الأخرى؟ هل يستمر التأثير بعد سحب الحافز؟ إلى غير ذلك من التساؤلات المرتبطة بتأثير التدخل السعري في توجيه المستهلكين نحو تناول الطعام الصحي.