إن شرعيّة السلطة في دولة الإمارات العربيّة المتحدة قامت على القبول الشعبي، المدعوم بإرث ثقافي متأصّل، ومنظومة عادات وتقاليد لها جذورها التاريخية الضاربة في القِدَم، وتنظيم قبلي راسخ ومستمر منذ قرون عديدة؛ ما يجعل هذه الشرعيّة المتوافق عليها –والنابعة أصلًا من روابط الأسرة الإماراتية، فالعشيرة، فالقبيلة، ثم التحالفات القَبَليّة– أساسًا في إدامة عجلة الانتقال السلس للسلطة من جيل إلى آخر؛ وأساسًا كذلك لنظام اجتماعي-سياسي ذي خصوصية إماراتية–عربية–إسلامية يحقِّق المصالح العُليا ليس للإماراتيين فحسب، بل ربما نموذجًا يُحتذى به لدى الأمم ذات الخصوصيات المشابهة أيضًا. وإذا كانت هناك ممارسات ديمقراطيّة ناجحة في العالم، ففي دولة الإمارات الممارسات الديمقراطيّة نفسها، ولكن بما يتناسب مع المجتمع الإماراتيّ وهويّته وتاريخه.

ويتناول هذا الكتاب شرعيّة السلطة في دولة الإمارات، مستعرضًا عددًا من المفاهيم الأساسية في الشرعيّة السياسية للسلطة، من الناحيتين النظرية والتطبيقية؛ فيعرض الفصل الأول مفهوم القبيلة وعلاقتها بالسلطة تاريخيًّا، وفي السياقين العربي والإماراتي، ومن ثم علاقة القبيلة بالدولة المعاصرة. أما الفصل الثاني فيتناول مفهوم القَبَليّة المعاصرة، والفيدرالية القَبَليّة في دولة الإمارات، بينما يركّز الفصل الثالث على موضوع الشرعيّة وصيغتها القَبَليّة، وتعزيز الشرعيّة في دولة الإمارات بتعظيم إنجازاتها وترسيخها، والإصلاح الاجتماعيّ والاقتصاديّ، واستراتيجيات التطوير السياسيّ، وشرعيّة السلطة والفكر الوحدويّ، والديمقراطية الإماراتية.