يسيطر على معارفنا السياسية تصور تقليدي يعزو نجاح المشروع الصهيوني إلى قوة تأثير جماعات الضغط اليهودية (اللوبي اليهودي) في دوائر صنع القرار، ولكن المحاضرة تطرح رؤية جديدة وتفسيراً مغايراً لهذا الفهم. ولذا تتناول جذور الانحياز الغربي وخاصة الأمريكي إلى إسرائيل، ومعنى الالتزام "الأدبي والأخلاقي" في الخطاب السياسي الأمريكي تجاهها، مع بيان علاقة الدين بالسياسة في المجتمع الأمريكي، ودور الحركة المسيحية الأصولية المعاصرة في التأثير في السياسات والثقافة العامة والخاصة تجاه القضية الفلسطينية. لقد وفر البعد الديني التوراتي البيئة الملائمة، والنسيج الثقافي والوجداني والروحي لولادة المشروع السياسي الإسرائيلي، ويسّر أيضاً أمر استكمال عناصره، وبعض أهم شروط بقائه وقوته. تقدم المحاضرة عرضاً للمشهد الديني في الصراع العربي-الإسرائيلي، من حيث تكوينه ومساره، في التاريخين القديم والمعاصر، وتقدم طرحاً جديداً يفسر معنى الانحياز الجريء لسياسات عنصرية وتوسعية، بغض النظر عن اعتبارات حقوق الإنسان وغيرها من المصالح الاقتصادية والسياسية، وقد ركزت على البعد الديني المسيحي المتشرب بالفكر الصهيوني والأساطير في تفسير بعض وقائع السلوك الأمريكي تجاه فلسطين والقضية الفلسطينية.