يقدّم الكتاب تحليلاً متعمّقًا للاتجاهات الإسلامية السياسية تجاه
الصهيونية، ولا سيَّما دولة إسرائيل، ويصور تاريخ الإسلام السياسي بدايةً
من ظهور جماعة الإخوان المسلمين، ويناقش الحركات التي انبثقت
منها، ويرصد التحوُّلات في آراء العرب، التي تدعو إلى القيم الليبراليَّة،
وتلك التي تدعو إلى القيم الإسلاميَّة.
وينقسم الكتاب إلى أربعة فصول، وتبدأ مقدمته بالحديث عن هشاشة مصطلَحَي
«الإسلامي العربي» و «الليربالي العربي» في إطار نظري، وتُعرّف
هذين المصطلحين، وتُؤصل لنشأتهما وتطورهما تأصيلاً وجيزًا؛ وتعرض
منهج البحث والعينات التي اعتمدها الكتاب. ويبحث الفصل الأول في
تشكُّل التوجه الإسلامي تجاه الصهيونيَّة وإسرائيل، ويستعرض تعامل هذا
التوجه مع إسرائيل بصفتها كيانًا غير شرعي، وعدوًّا لا بد من استئصال
شأفته؛ كما يتناول أسباب تطور التوافق الإسلامي حول هذا الموقف، والتغيُّر
الذي طرأ على مواقف زعماء إسلاميين ومنظمات إسلامية من إسرائيل
لخدمة مصالحهم. ويناقش الفصل الثاني التصوير الإسلامي للصهيونيَّة
وإسرائيل بصفتهما نموذجين ينبغي الاحتذاء بهما؛ ويحلل أسباب ظهور
هذه التفسيرات وقبولها. ويعالج الفصل الثالث تطور شتَّى التوجهات
الليبرالية، التي تُضفي صبغة شرعية على المشروع الصهيوني، واتفاقيات
السلام والتطبيع مع إسرائيل؛ ويسلّط الضوء على أسباب الاختلاف في هذه
القضايا داخل المعسكر الليبرالي. ويرصد الفصل الرابع التفسيرات الليبرالية
التي تقدم الصهيونية وإسرائيل على أنهما نموذجان ينبغي الاحتذاء بهما،
ويحلل أسباب ظهور هذه التفسيرات وقبولها.