إن هذه الدراسة هي محاولة لوصف السلوك الانتخابي من منظور نفسي واجتماعي, أو − بصورة محددة − هي محاولة للإجابة عن سؤال مهم: ما الأسباب غير السياسية التي تدفع الناس إلى المشاركة في الانتخابات؟ وعلى الرغم من محاولة الكثير من العلوم غير السياسية, كعلم الاقتصاد, وعلم الاجتماع, والفلسفة, والإحصاء, والعلوم العصبية, تقديم إجابة لهذا السؤال, فإن تناول الأسس النفسية والاجتماعية للسلوك الانتخابي ما زال قليلا أو نادر ً ا في ثقافتنا العربية. وقد أوضح آلبورت Allport وهو من أشهر علماء النفس,  "أن الطبيعة السياسية للبشر غير متمايزة عن  شخصياتهم ككل",  ويؤكد سيجموند فرويد Freud وهو عالم النفس الأشهر, في قانونه الشهير عن الحتمية النفسية, أن كل أفعال البشر تخضع لحتمية سببية, وهي كلها مسلمات تؤكد أن السلوك السياسي ككل, والسلوك الانتخابي بصورة خاصة, يخضعان لأسس وقوانين نفسية تؤثر فيهما, بل ربما تكون هذه الأسس النفسية هي أكبر إجابة عن السؤال المحوري لهذه الدراسة.