يرى اللواء طلعت أحمد مسلم أن الحديث عن الثوابت في الصراع العربي-الإسرائيلي الذي امتد عقود عدة يتضمن عدداً من الأمور، أبرزها أن الصراع نجمَ عن احتلال منظمات وقوات إسرائيلية لفلسطين ولأراضٍ عربية أخرى، وأن الاحتلال الإسرائيلي اتسم على الدوام بالعنصرية، وأن التهديد الناجم عن إسرائيل يشكل تهديداً دائماً للدول العربية كلها، وأن المكون الخارجي للصراع موجود دائماً باعتبار إسرائيل تمثل ذراعاً للاستعمار الأجنبي في المنطقة، وأن تفوق إسرائيل في المجال العسكري والتقني مضمون من قبل الغرب، وأن القانون الدولي يكفل للشعوب العربية حقوقاً لا يمكن أن تنسخها اتفاقات أو قرارات دولية.

والحديث عن الصراع العربي-الإسرائيلي يتضمن متغيرات عدة منها: اختلاف مواقف الدول الأجنبية تجاه هذا الصراع من وقت إلى آخر، واختلاف مواقف الحكومات العربية من الصراع باختلاف شخصية صانع القرار، واختلاف درجة التفوق الإسرائيلي على الجانب العربي في المجالات المختلفة نتيجة لتغير ظروف الدول العربية وقدرتها على الحصول على تأييد دولي لمواقفها، واختلاف دور الأمم المتحدة التي أصبحت غير فاعلة، وأن الأهداف الإسرائيلية ومنها الاستراتيجية تختلف وفقاً لتغيرات موازين القوى في المنطقة.

وترى الدراسة أن شكل الحرب المقبلة من الممكن أن تراوح بين حرب تحرير شعبية، أو عمليات قصف جوي وصاروخي تقوم بها القوات الإسرائيلية وقد تقوم قوات عربية بالرد عليها، أو أعمال قتال مشتركة على نطاق واسع تقوم بها قوات عربية لاسترداد مناطق محتلة، أو تقوم بها قوات إسرائيلية بهدف السيطرة على أهداف عربية معينة.