يركز صاحب السمو الملكي الفريق أول ركن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود على منظور الأمن في الخليج على اعتبار أن منطقة الخليج العربي كانت ومازالت نقطة احتكاك ساخن بين مختلف القوى الدولية الرامية إلى السيطرة عليها، لتأمين مصالحها الحيوية والتحكم في موقعها الاستراتيجي والاستفادة من خصائصها الجغرافية-السياسية، إذ إنها تمثل موقعاً حيوياً وسطاً بين الشرق والغرب، كما أنها تحتوي على ممرات وخلجان بحرية استراتيجية مهمة. ويمثل الخليج نقطة الالتقاء لطرق المواصلات بين آسيا وأفريقيا وأوروبا، وفيه مضيق هرمز أحد أهم المضايق في العالم، بما يمثله من تحكم في نقل الصادرات النفطية. ومما جعل من منطقة الخليج محوراً من محاور الصراع الدولي وجود النفط الذي حقق لدول الخليج مزايا اقتصادية هائلة، وربط المنطقة بالمصالح الاقتصادية الغربية عموماً والأمريكية خصوصاً. لقد أدت كل هذه العوامل إلى تشابك المصالح وتعدد الاستراتيجيات وغموض العلاقات وتغليفها بعوامل الشك والتنافس، مما جعل من مسألة أمن الخليج إحدى المسائل صعبة الدراسة والتحليل والبحث عن الحل.