إذا نظرنا إلى الوراء في بداية الصراع العام الماضي، فإن الارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية هدد بإرسال عشرات الملايين إلى الفقر المدقع في جميع أنحاء العالم، مؤكدة أنه في غضون أسبوع واحد، قفزت أسعار العقود الآجلة للقمح بنسبة 60 في المئة تقريبًا.

بينما يكافح النظام الإنساني العالمي للاستجابة للحاجة الملحة في جميع أنحاء العالم، فإنه مجبر على مواجهة الضغط الإضافي الناتج عن ارتفاع الأسعار، لافتة إلى أن الاقتصاد العالمي مرهق بالفعل في مرحلة ما بعد «الوباء».

مبادرة حبوب البحر الأسود خففت من التأثير على الأسواق العالمية، ما يدعو إلى الأمل، حيث تقدر الأمم المتحدة أن تخفيض أسعار المواد الغذائية الأساسية، كنتيجة لمعيار «بي أس جي آي»، منع بشكل غير مباشر حوالي 100 مليون شخص من الوقوع في براثن الفقر المدقع.

نُشدد على التنفيذ الكامل لمذكرة التفاهم بشأن الأسمدة والمنتجات الغذائية الروسية، مؤكدة أهمية معالجة أي مشاكل مستمرة تتعلق بالتأمين والبنية التحتية المالية واللوجستية.

على الرغم من أن الآثار السلبية للحرب تمتد إلى ما هو أبعد من هذا الصراع، إلا أنها لا يمكن مقارنتها بالوضع الإنساني الكئيب على الأرض، مشيرةً إلى أن التأثير على الأطفال في أوكرانيا وحدها مرعب، مؤكدة التزام الإمارات بالعمل مع المجتمع الدولي في هذا الصدد وأن تكون شريكًا مسؤولًا.

كل يوم يستمر هذا الصراع، يتعرض المزيد من الأطفال لخطر الإصابة والموت، مؤكدةً الأهمية المطلقة لحماية الأطفال في الصراع المسلح كالتزام لا يقبل الجدل.

نؤكد أن الإمارات تعمل الآن على تسليم حزمة مساعدات بقيمة 100 مليون دولار لتخفيف المعاناة على أرض الواقع، مشيرةً إلى أن عامًا آخر من هذا الصراع يعني عامًا آخر من الأرواح التي ستفقد، ومجتمعات ستدمر، والمزيد من الانقسام العالمي.

نُرحب بالجهود التي تبذلها الصين وغيرها لمحاولة التقريب بين الجانبين لإجراء محادثات بوساطة، مؤكدة أن السعي المستمر لتحقيق نصر عسكري كامل يشكل عائقًا أمام تحقيق سلام عادل ودائم.

ويلات الحرب تؤدي إلى أزمة إنسانية داخل حدود أوكرانيا وخارجها، مطالبة بالوصول بهذه الحرب إلى نهاية سلمية وعادلة ودائمة.