مبعوث الرئيس الإيراني: نتعاون مع «طالبان» ولا نعترف بها رسميًّا
- 29 أغسطس 2022

ملخص الخبر
حسن كاظمي قمي، مبعوث الرئيس الإيراني الخاص لشؤون أفغانستان، يقول في حوارٍ حصريّ مع وكالة أنباء «ايسنا» الإيرانية إن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتعامل مع حركة طالبان اليوم، لكنها لن تعترف بها رسميًّا ما لم تتشكل الحكومة الشاملة في أفغانستان»، موضحًا أنه «إذا لم يحدث هذا التعامل فمن الطبيعي أن تزداد التحدِّيات ويقوى الإرهاب ويقترب من الحدود، إضافةً إلى زيادة عدد النازحين».
تفاصيل الخبر
سياسي
- حسن كاظمي قمي، مبعوث الرئيس الإيراني الخاص لشؤون أفغانستان، يصرح في حوار حصري مع وكالة أنباء «ايسنا» الإيرانية، عن مكاسب إيران في التعامل مع قضية أفغانستان بعد صعود حركة طالبان إلى السلطة، قائلًا:
- تتمتع أفغانستان، بوصفها دولة جوار، بمكانة هامة بالنسبة لمحيطنا الأمني وسياستنا الخارجية.
- أثبتت تجربة أكثر من أربعة عقود أن أفغانستان تعرضت للعدوان والاحتلال مرتين «من قِبل أمريكا والاتحاد السوفييتي»، وخاضت حروبًا أهلية، بسبب مميزاتها.
- من الطبيعي أن الأمور التي دفعت أفغانستان نحو الحرب وانعدام الاستقرار وموجة النزوح، ونمو الإرهاب في نهاية المطاف، تؤثر في محيطنا الأمني، سواء في مجال الأمن الداخلي أو في السياسة الخارجية.
- اليوم وقع حدث كبير، ونشاهد إخفاق السياسات الأمريكية في أفغانستان؛ لقد انهزمت أمريكا، وفر جنودها، لكن أجهزتها التجسسية والأمنية تواصل الأعمال الشريرة، لئلا يسمحوا لهذه الدولة بالمضي نحو الاستقرار.
- في هذه الأجواء، يعد من الأعمال العظيمة لإيران مساعدة أفغانستان على المضي في مسار عدم الوقوع في فخ تلك الأعمال الشريرة.
- بالتالي، فإن مكافحة الإرهاب وسياسات الاحتلال تتوقف على إمكانية تشكيل حكومة قوية وشاملة فعلًا؛ هذه الحكومة بوسعها محاربة الإرهاب وسياسات الاحتلال، ودفع مشروعات الإعمار وتعزيز التعاون إلى الأمام. لذلك، نرغب في مساعدة أفغانستان على التحرك نحو هذا الاتجاه.
- اليوم يرتكب الأمريكيون أعمالهم الشريرة عن بُعد، وكانت إحدى محاولاتهم تتمثل في توريط إيران في أفغانستان. لكننا لم نتحيَّز؛ وأدرك القادة الأفغان هذا أيضًا.
- حاولنا مع الهيئة الحاكمة لأفغانستان احتواء تنظيم داعش. ولحسن الحظ، لم يقترب التنظيم من حدودنا.
- حاولنا أيضًا تعزيز تعاوننا التجاري مع أفغانستان. وفي الوقت نفسه، ساعدنا على تطوير التعاون الأمني أيضًا.
- هذه العوامل تدفع أفغانستان إلى المضي نحو مزيد من الأمن والاستقرار والمشاركة والنشاط. ولحسن الحظ، أحرزنا نجاحات طيبة في هذا الصدد.
- لا تتمتع أفغانستان بأوضاع عادية؛ إنها ليست بالدولة التي تمتلك البنى التحتية الأساسية، كما أنها تعاني مشكلات في مجال الأمن. وبسبب هذه التحديات، يضطر الشعب الأفغاني إلى مغادرة وطنه. وبالتالي، يعد دفع أفغانستان نحو الهدوء والاستقرار من الأعمال العظيمة.
- لقد تجاوزنا مرحلة أن تشغلنا أفغانستان بوصفها قلقًا خطيرًا. وعلى الرغم من وجود بعض المخاوف، لكن يجري اتخاذ إجراءات جيدة في ميدان العمليات، ليمكن محاربة الإرهاب واحتواؤه.
- بالإشارة إلى مرور عام واحد على صعود حركة طالبان إلى السلطة في أفغانستان وعدم اعتراف المجتمع الدولي بحكمها رسميًا، يصرح حسن كاظمي قمي، مبعوث الرئيس الإيراني الخاص لشؤون أفغانستان، في حوار مع وكالة أنباء «ايسنا» الإيرانية، قائلًا:
- إنهم يسعون وراء هذا الأمر ويصرون عليه.
- الدولة التي تعرضت للتدمير على مدى 4 عقود، ويجب أن تتجه نحو إعادة الإعمار، من الطبيعي ألا يمكن تحقيق هذا دون مساعدة المجتمع الدولي، وبالتأكيد عليها التفاعل مع المجتمع الدولي، وهذا التفاعل يمر عبر تشكيل حكومة تشاركية. ويبدو أن هذه الرأي يتعزز بين الهيئة الحاكمة لطالبان.
- لا تتمتع أفغانستان بالقدرة على بناء نفسها دون مشاركة الآخرين والاستثمارات الأجنبية.
- أفغانستان اليوم تحتاج إلى الثقة الوطنية وللاستثمارات الأجنبية. ولحسن الحظ، فدول الجوار لديها استعداد في هذا المجال. وشددت دول الجوار أيضًا، في اجتماع طشقند، على تشكيل الحكومة الشاملة والمشاركة في إعادة الإعمار والمساعدة على إحلال الأمن.
- يبدو أن مسؤولي طالبان أجمعوا على رأي وتوصلوا إلى نتيجة مفادها أنه يجب تشكيل حكومة تشاركية. ربما كانوا يعارضون قبل ذلك. لكن رأيهم تغيَّر الآن. ونحتاج قليلًا من الوقت.
- لا أريد أن أقول ما إذا كانت هوية طالبان قد تغيَّرت أم لا، لكن حقائق الحُكم علمتهم درسًا مفاده أنهم إذا كانوا يريدون أن يعترف المجتمع الدولي بهم رسميًا، فعليهم الاستفادة من دعم الشعب كافة، ومراعاة مطالب الشعب.
- ردًا على سؤال: «الجمهورية الإسلامية الإيرانية هل تؤيد جمهورية أفغانستان الإسلامية أم حكومة طالبان الحالية؟»؟»، يصرح حسن كاظمي قمي، مبعوث الرئيس الإيراني الخاص لشؤون أفغانستان، في حوار حصري مع وكالة أنباء «ايسنا» الإيرانية، قائلًا:
- الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتعامل مع طالبان في ظروف اليوم، لكنها لن تعترف بها رسميًا ما لم تتشكل الحكومة الشاملة، وهذا منطقي أيضًا.
- عندما تحكم هيئة ما، فبالتأكيد يقع على عاتقها التزامات ومسؤوليات، وعليها الوفاء بالتزاماتها تجاه دول الجوار.
- إذا قلتم لم تعترف رسميًا، إذن فلا تتعاون، فماذا سيحدث؟ من الطبيعي أن تزداد التحديات، وبالتالي يقوى الإرهاب، ويقترب من الحدود. ومن ناحية أخرى، فزيادة عدد النازحين ليست في مصلحتنا.
- لأن رؤية الجمهورية الإسلامية الإيرانية شعبية، فبالإضافة إلى أن أي هيئة حاكمة تتحمل التزاماتها وعليها الوفاء بها، فالتعامل بين الجانبين مطلوب أيضًا. وبالتالي، نحاول تعزيز هذه الرؤية الاستراتيجية.
اقتصادي
- وحول تعزيز التعاون الاقتصادي بين إيران وأفغانستان، يتحدث حسن كاظمي قمي، مبعوث الرئيس الإيراني الخاص لشؤون أفغانستان، في حوار حصري مع وكالة أنباء «ايسنا» الإيرانية، قائلًا:
- تعزيز التعاون التجاري بين إيران وأفغانستان مدرج على جدول الأعمال. وللأسف، فإن القدرة الشرائية للشعب الأفغاني قد انخفضت، وقلت الإيرادات، وجُمدت حتى أموال الشعب. وبالتالي، يجب الاستثمار واتخاذ خطوات جيدة في المجالات التي تتمتع أفغانستان فيها بميزة نسبية، مثل التعدين.
- ممر «الشمال–الجنوب» مدرج على جدول الأعمال بوصفه إحدى الأولويات المهمة للحكومة.
- بعيدًا عن التعاون في مجال الطرق البرية وخطوط السكك الحديدية، يعد مجال الطاقة أحد مجالات التعاون الجيدة. وللأسف، اليوم تبلغ طاقة توليد الكهرباء في أفغانستان 300 ميجاوات، وهذا الأمر إحدى خيانات أمريكا للشعب الأفغاني.
- في أفغانستان مناطق يمكنها التعاون في مجال توليد الكهرباء النظيفة. وتجري متابعات مع الأطراف الأفغانية في هذا الشأن، لأن هذا الأمر يصب في مصلحة الشعبين والدولتين.
- بشأن تصريحات وزير الطاقة الأخيرة حول متابعة حصة المياه الخاصة بالجمهورية الإسلامية الإيرانية من أفغانستان ومتابعته الشخصية لهذه القضية بالنظر إلى طرح شبهة تداخل الاختصاصات بين المسؤولين الإيرانيين، يصرح حسن كاظمي قمي، مبعوث الرئيس الإيراني الخاص لشؤون أفغانستان، في حوار حصري مع وكالة أنباء «ايسنا» الإيرانية، قائلًا:
- فيما يتعلق بقضية حصة المياه، تتحمل وزارة الطاقة ووزارة الخارجية والمبعوث الخاص المسؤولية. كما تتحمل هيئة حماية البيئة أيضًا مسؤولية. وعلى كل مؤسسة أداء عملها.
- بالتالي، فإننا نعمل في حركة تكاملية. والسؤال هو هل قصرت وزارة الخارجية؟ إن وزارة الخارجية لم تقصر في قضية حصة المياه.
- قضية حصة المياه ليست قضية إيران وطالبان؛ إن القضية بين إيران وأفغانستان؛ السد الذي بُني كان هدفه أن يتمكنوا من إدارة المياه كما يشاؤون.
- يعترف جميع مسؤولي طالبان بأن حصة المياه من حقوق الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأنه على مسؤولي طالبان إطلاق المياه اليوم.
- لكن عندما يبدون أسفهم لأن المياه تدفقت في مسار آخر عن طريق الخطأ، وهذا لن يقع مرة أخرى، فهذا يتطلب وقتًا. وبالتالي، عندما يتحدث مسؤول ما من بلدنا في هذا المجال بحسن نية، فهو يحاول ضمان حقوق الشعب، ولا يمكن اعتباره أنه عمل موازٍ.
- إن كان من المقرر تقديم مذكرة احتجاجية، فهذا العمل ستؤديه وزارة الخارجية، لا وزارة الطاقة. وإن كان من المقرر التحدث مع الهيئة الحاكمة، فالمبعوث الخاص سيقوم بهذا العمل. وبالتالي، تم نوع من توزيع العمل.
- بالتالي، نعتبر مسار التعاون مسارًا جيدًا. وسياسات الجمهورية الإسلامية سياسة صحيحة، لكنها تواجه التحديات والعقبات، وعلينا إزالتها من الطريق.
تنظيمات
- ردًا على سؤال: «على مدى العقود المختلفة، ومنذ نشوء طالبان في أفغانستان، فبالإضافة إلى المجتمع الأفغاني، لم يتبنَّ الرأي العام الإيراني نظرة إيجابية إلى هذا التيار، ويبدو أن هذه النظرة ما زالت قائمة، فما الإجراءات المتخذة لتنوير الرأي العام حتى الآن؟»، يصرح حسن كاظمي قمي، مبعوث الرئيس الإيراني الخاص لشؤون أفغانستان، في حوار حصري مع وكالة أنباء «ايسنا» الإيرانية، قائلًا:
- في التصنيفات الموجودة حاليًا، أبدت طالبان أنها ليست ضمن طائفة تيارات السلفية التكفيرية، مثل داعش.
- داعش تعتبر الجميع كفارًا. والقضية ليست الشيعة، فعندما هاجمت داعش جامعة الموصل، ذبحت 1200 طالب، فيهم الشيعي والسني والإيزيدي وغيرهم. بينما طالبان ليست هكذا؛ رؤية طالبان قائمة على مذهب الفقه الحنفي.
أمني
- وفيما يتعلق بتأمين الحدود المشتركة بين إيران وأفغانستان، يصرح حسن كاظمي قمي، مبعوث الرئيس الإيراني الخاص لشؤون أفغانستان، في حوار حصري مع وكالة أنباء «ايسنا» الإيرانية، قائلًا:
- حدودنا مع أفغانستان مزدحمة، وهي من نوع الحدود التجارية. وطالبان، التي حكمت اليوم، ما زالت لا تمتلك قوات في الثكنات، وليس لديها زي موحد. وإذا أرست الجمهورية الإسلامية الإيرانية الأمن على الحدود من جانب واحد، فهذه ليست مشكلة، ويجب أن نفعل هذا.
- منذ سنوات قليلة، تولينا تأمين الحدود المشتركة بين إيران والعراق من جانب واحد، لنعمل اليوم بشكل مشترك.