يَوم الأربعاء 30 ديسمبر 2015
-
يشكل هذا السؤال تحدياً لأطروحات الجماعات والتنظيمات والحركات الدينية السياسية المعاصرة، التي بأطيافها الفكرية والسياسية كافة، لا تمتلك مثل هذا المشروع التنموي الصالح للتطبيق في مجتمعاتنا المعاصرة، لا على المستوى التنظيري، ولا على المستوى العملي التطبيقي.
هناك ثلاثة عوامل بنيوية رئيسية تقوم عليها الأطروحات الفكرية والسياسية لهذه الجماعات:
1- العامل الأيديولوجي: هذه الجماعات محكومة بأيديولوجية دينية؛ شعارها (الإسلام هو الحل)؛ بمعنى أن هذه الجماعات مؤمنة بأنها إذا وصلت إلى السلطة وأقامت دولة الإسلام - وفق تصورها - فإن الأمور الاقتصادية والاجتماعية، ومشكلات البطالة والتنمية، كلها ستجد حلها في الإسلام في حينها، وهذا يعني أن المشروع التنموي مؤجل إلى أن تصل إلى السلطة.
2- العامل الماضوي: هذه الجماعات جميعها، منشغلة بالماضي وقضاياه، تريد استعادة إحياء نظام (الخلافة) كنموذج لدولة لها السيادة على العالم، ولا تعنيها كثيراً مشروعات التنمية المستقبلية، وهي لا تؤمن بالحلول العلمية لمشكلات الاقتصاد والتنمية والبطالة والاستثمار وغيرها؛ لأنها تعتقد أن في التراث الإسلامي حلولاً لمشكلات المجتمعات العربية والإسلامية المعاصرة.
3 - عامل ردود الفعل: هذه الجماعات كلها، على رأسها الجماعة الأم (الإخوان المسلمون) يحكمها منطق (ردود الفعل) وليس (الفعل)، وردود الفعل لا تبني مجتمعاً ولا تنهض بأمة ولا تحقق مشروعاً تنموياً ناجحاً؛ لأن ردود الفعل هدفها الأساسي هدم البناء القائم وليس إصلاحه وتقويمه، ولأن ردود الفعل تكون غالباً متطرفة، غير متزنة، وغير عقلانية، تتحكم فيها مشاعر الخوف والكراهية والانتقام.
هذه العوامل الثلاثة تحول دون نجاح أي مشروع تنموي من قبل الجماعات.
وهناك الكثير من النماذج التنموية الفاشلة لتجارب الإسلاميين في الحكم، منها:
1 - التجربة التنموية لحكم (ولاية الفقيه) في إيران.
2 - تجربة الجبهة الإسلامية في السودان.
3 - تجربة حماس في حكم غزة.
4 - تجربة جماعة الإخوان المسلمين في مصر.
فيديو المحاضرة
يَوم الأربعاء 30 ديسمبر 2015
-
يَوم الأربعاء 30 ديسمبر 2015
-