حوار الحضارات والعلاقات الدولية

  • 26 أغسطس 2015

يقع حوار الحضارات في لبّ إشكالية العلاقات الدولية، في أيامنا هذه لأسباب عدة، منها: أنه بعد نهاية الحرب الباردة، ظهرت قضية الهيمنة الغربية والبحث عن نظام دولي عادل. كما أنه لا توجد اليوم حضارة غربية خالصة ولا شرقية خالصة، بل ثمة احتكاك ثقافي ناجم عن الواجب الحضاري في أن نتحاور ونتآزر ونتعاون لبعث حضارة مشتركة جديدة. بالإضافة إلى أن عدم معرفة الآخر يُعدّ من أسباب المشكلات؛ لذلك يجب تحقيق التعارف من أجل التعايش السلمي. فلا سلم دولياً من دون تعارف وعدل وتركيز على القانون والمساواة.

إن حوار الحضارات يسهم في الوقاية من النزاعات والحروب والأزمات ومعالجتها. ومصداقيتنا رهينة بالنقد الذاتي وبالاتصاف بروح المسؤولية طلباً لفهم الآخرين وشرح طموحاتنا، وبخاصة للدفاع عن حقوق المسلمين أمام الاعتداءات والتدخلات غير الشرعية وغير القانونية، ويكون ذلك بالانفتاح وممارسة الاجتهاد والإسهام في تجاوز التناقضات ونقاط ضعف المجتمعات الإسلامية في سبيل المشكلات. وتكمن الإشكالية والتحدي في ضرورة هيكلة وتحقيق التكامل والانسجام بين الثابت والمتحول، وبين الوحدة والتعددية الإنسانية واستنباط التجديد وتجنب الانغلاق على النفس.

وسيظهر المسلمون كآخر مقاومين أمام النموذج الغربي في كل المجالات، وينبغي أن يعترف الغرب بأن الحوار بوصفه منهجاً حضاريّاً، قد ارتقى بفضل الإسلام، هذا الدين الذي أسس وعمم أسلوب الحوار؛ لإثبات الحق وتسهيل التعايش، وتحقيق الأهداف المقررة، فالتفاهم والحوار بين الحضارات حاجة إنسانية تقتضيها الحياة الطبيعية، كما تتطلبها الظروف والتحولات والمتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم اليوم، وذلك يقتضي البحث عن الجوامع المشتركة التي تجمع شمل البشرية ولا تفرقها، وذلك عبر مدّ جسور الصداقة والتعاون والتفاهم بين الأمم والشعوب.

فيديو المحاضرة

.

المحاضر

يَوم الأربعاء 26 أغسطس 2015

-

يَوم الأربعاء 26 أغسطس 2015

-