أستراليا والشرق الأوسط: أسباب الانحياز لإسرائيل

أستراليا والشرق الأوسط: أسباب الانحياز لإسرائيل

  • 26 نوفمبر 2006

لا يفتأ رئيس الوزراء الأسترالي جون هاورد ووزير الخارجية أليكسندر داونر يرددان مقولة أن "أستراليا مؤيد صلب لإسرائيل" في كل خطاب ومقابلة إعلامية تتعلق بالشرق الأوسط، حتى أصبحت هذه المقولة لازمة يرددونها في كل مناسبة.

تستعرض المحاضرة سياسة أستراليا الشرق أوسطية، والتغيرات التي طرأت عليها منذ أن كانت مستعمرة بريطانية وحتى اليوم، كما تعطي لمحة عن الجاليتين اليهودية والعربية وتفاعل كل منهما مع المجتمع الأسترالي، واختلاف تأثيرهما على القرار السياسي.

كثيراً ما يُطرح السؤال: لماذا لا تَنشط أيضاً الجالية العربية مثل الجالية اليهودية، ويكون لها تأثير على الرأي العام وصناع القرار؟ إن الجواب عن هذا السؤال يستدعي معرفة التجربة والعوامل التاريخية التي مر بها اليهود، والتي أدت بهم إلى ما هم عليه من تنظيم واهتمام بشؤونهم، وتحمل المسؤولية، وتوظيف المال لخدمة مصالحهم، وإعطاء الاهتمام الكلي للشبيبة وتعبئتها، وتثقيفها بقضاياها، وزرع تحمل المسؤولية في نفوسها، إلى جانب وعيهم بأهمية العلاقات العامة واللوبي الفعال، للتأثير في المجتمع الذي يعيشون فيه للدفاع عن مصالحهم وخدمة هذه المصالح.

أما بالنسبة إلى الجاليات العربية والإسلامية فإنها لم تمر بمثل هذه التجربة، وإن كانوا قد بدؤوا الآن يشعرون بالتمييز والتحريض العنصري في المجتمع الأسترالي. ولم تزل تنقصهم الخبرة في طريقة عمل الشعوب والحكومات الغربية، وكيفية التعامل معها.

إن اليهود جزء من المجتمعات الأوربية والأمريكية والأسترالية وغيرها، ويعلمون تماماً كيف يتعاملون معها، أما الجاليات العربية فهي حديثة العهد في هذه الدول، ولم تزل غريبة عنها. بالإضافة إلى الاختلاف في القدرات المالية، وأن من لديهم الإمكانيات المادية في الجاليات العربية لا يهتمون، ولا يشعرون بمسؤوليتهم تجاه شعوبهم وأمتهم كما يشعر بها اليهودي. بالإضافة إلى الاختلاف الثقافي بين الطرفين؛ ففي الوقت الذي يثمن فيه اليهود الاستثمار في حقل العلاقات العامة واللوبيات، يفتقد العرب هذه الثقافة.

ولكن المهاجرين العرب، حالياً، يمرون بمرحلة انتقالية؛ من حالة إحساسهم بأنهم غرباء في وطنهم الجديد إلى نوع من الاستقرار النفسي والاقتصادي، وثقة بالنفس أنهم مواطنون أستراليون، وأن من حقهم أن يتمتعوا بكامل حقوق المواطنة.

.

المحاضر

يَوم الأحَد 26 نوفمبر 2006

-

يَوم الأحَد 26 نوفمبر 2006

-