مفهوم الخلافة: جدلية النموذج بين الماضي والحاضر - "من رؤى السراب"

  • 14 يونيو 2016

الخلافة نظام سياسي تكون فيه الرئاسة العامة في الحفاظ على الدين والدنيا للخليفة، ويستند هذا النظام إلى موقع النبي -صلى الله عليه وسلم- وتصرفاته وما تنزل عليه من آيات قرآنية كريمة وما يصدر عنه من أحاديث في الموضوع.

وقد استمد أهل السنة إلزامية الخلافة من إجماع الصحابة على اختيار خليفة بعد وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لكنهم جعلوها من الفروع لا من الأصول، وربطوها بأفعال المكلفين، وهي عندهم من فروض الكفاية وترجع إلى اختيار أهل الحل والعقد، وذلك بخلاف الشيعة، إذ جعلوا الإمامة أصل أصول الإسلام.

وقد أخذ تنصيب الخليفة خلال الحكم الراشدي أشكالاً عدّة، وهذا ما يؤكد أن بنية نظام الخلافة مرتبط بالمصلحة وليس في القرآن الكريم ولا السنة النبوية الشريفة نصّ على ذلك، غير أن تحولاً حدث في الدولتين الأموية والعباسية بسيادة التغلب في الاستيلاء على الدولة، وتوريث الحكم. وبعد سقوط الخلافة العثمانية سنة 1924 ودخول العالم الإسلامي مرحلة الاستعمار، الذي حمل معه الدولة الوطنية الحديثة بإشكالاتها الجديدة، هبَّ المسلمون لتلمُّس النموذج الذي ينبثق من دينهم، فنزعوا إلى نموذج الخلافة الراشدة فلم يجدوا فيه إلا توجيهات قرآنية كريمة ووصايا أخلاقية عامة، وكان حديثهم عن الدولة إلى العاطفة أقرب، وإلى الكلام المثالي النظري كذلك.

وفي خضم النقاش الدائر حول العلاقة بين الدين والدولة، أسّس حسن البنا جماعة "الإخوان المسلمين" وأعطى لقيام الدولة الصدارة على كل شيء، ووازى بذلك الشيعة الذين جعلوها أصل الأصول. وكان هذا تأسيساً لفكرة الحاكمية التي عمقها سيد قطب في كتاباته وأعطاها بُعداً نفسياً وفكرياً، وهي التي طورتها الحركات الجهادية إلى عنف ووصلت مع "داعش" إلى الرعب والتدمير.

فيديو المحاضرة

.

المحاضر

يَوم الثلاثاء 14 يونيو 2016

-

يَوم الثلاثاء 14 يونيو 2016

-