رواد الإصلاح وتجديد الفكر الديني في العالمين العربي والإسلامي "من رؤى السراب"

  • 10 فبراير 2016

إن زج الدين في السياسة وزج السياسة في الدين خطر على السياسة والدين معاً. والإسلام بخير والمسلمون بخير، ولكن الذي نعانيه كثيراً، هو كيف يمكن أن نخلق أدوات التسيير الصحيحة للإبداع والابتكار في مجال تسيير الشأن العام لتحقيق التنمية والوصول إلى مدارج الكمال حتى نحقق ثقافة النحل في الإنتاج والإبداع والتنمية. هذا هو المطلوب. ثم إن استقراء معالم التاريخ ورواده الكبار ضرورة تفرضها قواعد العلوم الإنسانية والاجتماعية لفهم واستدراك ما اعوجّ في مسار الأمم وإيجاد البدائل والحلول التي تُخرج المجتمعات عندما تركع لعوامل النقد الذاتي، من غيابات الجب إلى نور الفهم والتقدم. ولقد حمل لواء الإصلاح والتنوير عبر التاريخ رجال الإصلاح والتقدم الذين عملوا على مزج الوافد والأصيل في منظومة عضوية متكاملة انعكست في أفكارهم وكتاباتهم ابتداء من رفاعة رافع الطهطاوي وخير الدين التونسي حتى جمال الدين الأفغاني والسيد أمير علي ومحمد الطاهر ابن عاشور وعلال الفاسي وغيرهم، والكثير منهم تربوا على تراث الفكر السياسي الإسلامي.

وانطلاقاً من هؤلاء الرواد، فإن كتاب "السراب" الذي أجاد واستفاض في وصف الجماعات الدينية وعوامل التقدم والتخلف، يقدم لنا نظرة نقدية لأفكار واتجاهات هؤلاء الرواد وغيرهم في مجتمعات لم تعرف كيف تجذر أسس الاجتهاد والفكر المقاصدي ولم تحسن التأقلم مع متطلبات الحاضر، لتخرج إلى الوجود جماعات أتت بأفكار من قبيل جاهلية المجتمع والحاكمية. وستتناول المحاضرة كيفية إعمال العقل، وهو أهم مميز من مميزات التقدم والتنوير والإصلاح والتجديد، انطلاقاً من حملة لواء التنوير في الغرب وفي الوطن العربي والإسلامي، ثم التفكير في الإصلاح الديني في الزمن الحاضر بين الاستيعاب والتجديد. والحل في مجتمعاتنا العربية والمسلمة في غاية السهولة، فالعبادة العقائدية والروحية موجودة، كما أن مكونات العبادة العمرانية موجودة ويكفي استثمارها بالطريقة الرياضية الصحيحة لتحقيق التنمية. ثم إنه قد آن الأوان لكي يتسم كل الفاعلين السياسيين بالحكمة، لإنشاء دول وحضارة راقية.

فيديو المحاضرة

.

المحاضر

يَوم الأربعاء 10 فبراير 2016

-

يَوم الأربعاء 10 فبراير 2016

-