زايد والتسامح

  • 4 أبريل 2018

لقد فُطِر الشيخ زايد، طيّب الله ثراه وتغمّده برحمته، على التسامح والأصالة منذ نعومة أظافره، وشبّ عليهما في صغره، حينما كانت شخصيته في طور التبلور، فشاب عليهما في كبره وترجمهما لاحقاً في سلوكه الشخصي وفي عمله خلال حكمه لمدينة العين؛ وعُرف عنه أنه كان يجوب مضارب القبائل، القريب منها والبعيد، ليصلح ما بينها سالكاً مسلك التسامح، حاملاً معه الإخاء، ومخلّفاً وراءه الأمن والأمان للجميع، فذاع صيته مُحباً، يروم عموم الصفاء والمودة.

ولما صار الشيخ زايد، فيما بعد، حاكماً لإمارة أبوظبي، فرئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة، سعى إلى ترسيخ التسامح والقيم النبيلة، لتكون نهجاً منيراً ومؤسساً لجميع معاملاته الدولية، فضلاً عن المحلية، فتواصل مع جميع الدول دون استثناء بروح الاحترام والتعاون، حتى أنه خلال فترة الحرب الباردة التي قسمت العالم إلى قسمين، كان غير منحازٍ لطرف دون آخر، واستمر في السير في طريقه النبيلة من دون أن يتأثر بالأحداث، فكان سلوكه الرفيع هذا محل تقدير جميع دول العالم وقادتها.

وشملت يده السَّمحة مختلف الأديان والثقافات، والمحتاجين والضعفاء، فساعد الغرب والشرق، والعرب والعجم، دون السعي وراء مقاصد سياسية، بل بالأحرى كانت مقاصده إنسانية بحتة، ما جعله صرحاً عالمياً رافعاً شعلة الرحمة.

وقد انعكست أخلاق الشيخ زايد، رحمه الله، على دولة الإمارات العربية المتحدة، التي كان هو مؤسسها، فلبست لباس التسامح وتبنّت وشعبها القيم الإنسانية النبيلة، فانضوت تحت رايتها قبائل كانت متناحرة، أصبحت، على يده، متناصرة، ومن بعدها بسنين قليلة، قَدِمت الجموع والوفود إلى الدولة، تهلّ من جميع الأنحاء، لتعيش وسط مجتمع ذاع صيته بالعدل والكرم، يطبّق رؤية الشيخ زايد الإنسانية.

وبحمد من الله، كانَ زايد خير سلف لخير خلف، وبحكمة قيادتنا الرشيدة، نحن نرى اليوم عطاء زايد في روح المواطنين، وفي نهج صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، ونائبه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، وولي عهده الأمين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله.

.

المحاضر

يَوم الأربعاء 4 أبريل 2018

-

يَوم الأربعاء 4 أبريل 2018

-