يَوم الأربعاء 4 يناير 2017
-
شغل الحديث عن الجيوش العربية على الصعيدين المحلي والدولي الحيز الأكبر من اهتمامات المراقبين منذ نهاية عام 2010، وتحوّل مع الوقت إلى موقف سياسي من بعض أطراف المعارضة السلمية، وكثير من القوى التي تتّخذ العنف أسلوباً ومنهجاً، وبخاصة الجماعات الإرهابية، وقد ساعدت وسائل الإعلام على توفير مناخ عام لشنّ حروب متواصلة ضمن خطاب إعلامي يهدد أركان الدولة الوطنية، ويٌشكَّك في وطنية الجيوش وقادتها، الأمر الذي يَشِي بتحوّل منتظر في منظومة القوانين والقيم، التي تحدد دور الجيوش في دولنا العربية.
هكذا إذن يصبح من الضروري تناول دور الجيوش العربية في المرحلة الراهنة، من خلال تفكيك العلاقة بين العسكري والمدني أولاً، والبحث في الأهداف الظاهرة والخفية للدعوات المتكررة لإبعاد الجيوش عن دورها الوطني من قِبل أطراف محلية ودولية ثانياً، وتحديد الدور المستقبلي لتلك الجيوش في ظل عسكرة العالم والدعوة إلى استعمال القوة على نطاق واسع، كما هو الأمر في خطابات الأحزاب المتطرفة ثالثاً.
غير أن هذه المحاضرة لا تقف عند البحث في دور الجيوش العربية في الدول الوطنية، والعلاقة التفاعلية والتكاملية بينهما فحسب، وإنما تستشرف المستقبل بناء على معطيات راهنة، لتبيان ما سيرتب من مخاطر على الجيوش ــ جراء اضطلاعها بحماية الجبهة الداخلية، مع مواصلتها دورها التقليدي في الحفاظ على الدولة وسيادتها ــ وهي مخاطر ستعسّر على الجيوش أمر القيام بمهامها، في ظل تكالب أممي لقوى إقليمية ودولية على الدول العربية.
وعلى صعيد آخر تسعى المحاضرة إلى تقديم إجابات عن أسئلة مطروحة ـ تمثل إشكاليات ـ منها على سبيل المثال: هل الجيوش العربية معادية للديمقراطية ومُلغية لها أم إنها حامية لها ومحققة لها؟ وهل الأولوية في حياتنا العربية للعمل العسكري أم للعمل المدني؟ وهل الجيوش العربية واحدة في موقفها من أنظمة الحكم؟ وهل هي أقرب إلى الشعوب أم إلى الحكومات؟ وما شرعية وجودها؟ وما الحدود الفاصلة بين دور الجيوش ودور المؤسسات؟
تلك الأسئلة وغيرها ستطرح في المحاضرة ضمن رؤية شمولية، وستتكفل إجاباتها، وما سيصحبها من حوار ونقاش مع الحضور، من بلورة موقف يُحدد دور الجيوش العربية وأهميتها للدولة الوطنية، في زمن تبدو فيه الحرب ضد تلك الجيوش على جبهات عدة، منهجاً، وهدفاً، وأملاً مستقبلياً لقوى معادية بعضها ظاهر وبعضها الآخر مستتر.
فيديو المحاضرة
يَوم الأربعاء 4 يناير 2017
-
يَوم الأربعاء 4 يناير 2017
-