رقم 767

رؤية «البانجاباندو» للسِّلم والأمن العالميَّين ومواءمتها لوقتنا الحاضر

  • 11 فبراير 2022

يطغى على العالم الحديث تزايدُ الانقسام والاستقطاب وعدم المساواة والشعور بانعدام الأمنَين الاقتصادي والاجتماعي على نطاق عالمي؛ تاركًا آثاره على الدول المتقدمة والنامية على حد سواء؛ ومن ثمَّ فلا بدَّ للقادة من استراتيجيات واقعية وعملية للوصول إلى الهدف الذي طالما سعوا إليه في تحقيق السلم والأمن العالميَّين. وقد كان الشيخ مجيب الرحمن، أبو الأمة وأول رئيس لبنجلاديش المستقلَّة، من أشد المدافعين عن الإنسانية والسلام والعدالة الاجتماعية؛ فرؤيته للسلم والأمن الدوليَّين باتت أكثر أهميةً من أي وقت مضى.
وفي أثناء مسيرته السياسية دعم مجيب الرحمن السلام والعدالة وحقوق الإنسان والقيم الديمقراطية، ورعت قيادته الملهمة حقوق الإنسان، وأقامت العدالة لشعب بنجلاديش، وعزَّزتها، وأرست مبادئ توجيهية واضحة للسلام والتسامح والإنصاف والعدالة للدول الأخرى في المنطقة، وخارجها. وقد خلَّف مجيب الرحمن إرثًا لا يُضارَع؛ لذا يُعرَف شعبيًّا باسم بانجو باندو (صديق بنجلاديش)؛ فقد أدخل دستورًا أرسى مبادئ السياسة الخارجية لبنجلاديش على أساس تعزيز السلم والأمن والتضامن على نطاق عالمي؛ وكذلك الاحترام المتبادَل للسيادة الوطنية والمساواة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، والتسوية السلمية للنزاعات الدولية، واحترام القانون الدولي.
وقدَّم بانجو باندو، بالجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1974، رؤيته لبناء مجتمعات سلمية وعادلة وشاملة في جميع أنحاء العالم؛ مؤكدًا أن الظلم واللامساواة يمثلان تهديدَين حقيقيَّين للسلام الدولي. وتقديرًا لإسهام بانجو باندو في إرساء السلام؛ منحه مجلس السلام العالمي جائزة "جوليو-كوري للسلام" في عام 1973، وقد أكسبه إرثه في السياسة الخارجية لقب بيشاو باندو، أو صديق العالم.
وعن طريق دراسة أفكار بانجو باندو ورؤيته وسياساته لتحقيق السلم والأمن الدوليَّين؛ يمكننا اكتساب فهم أعمق للتحديات التي تواجه العالم الحديث؛ فقد وضع الشيخ مجيب الرحمن مبادئ شاملة وواقعية وقابلة للتحقيق، وتظل قيادته، كما كانت دائمًا، موائمة لوقتنا الحاضر في المساعي السياسية المعاصرة نحو عالم ينعم بالسلم والأمن.

.

المحاضر

يَوم الجمعة 11 فبراير 2022

9:30 ص - 10:30 ص

يَوم الجمعة 11 فبراير 2022

9:30 ص - 10:30 ص