
المنتدى التاسع للتعاون الكوري-الشرق أوسطي
- 18 نوفمبر 2012
نظم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بالتعاون مع الجمعية الكورية-العربية ومعهد جيجو للسلام "المنتدى التاسع للتعاون الكوري-الشرق أوسطي" تحت عنوان "إقامة شراكة من أجل عالم اليوم"، وذلك يوم الأحد 18 نوفمبر 2012 في قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في مقر المركز بأبوظبي.
وفي كلمته الترحيبية بالمشاركين في المنتدى أكد سعادة الدكتور جمال سند السويدي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية أن المركزِ يولي أهمية بالغة بالموضوعاتِ المرتبطةِ بخدمةِ المجتمعِ الخليجيِّ والإماراتي خاصة، والمجتمع الدولي عامة، مشدداً على أهميةِ التعاونِ الدوليِّ في حلِّ المشكلاتِ ومواجهةِ التحديات المشتركة، وتنميةِ علاقاتِ الشراكةِ الإقليمية لضمان مستقبل أفضل للإنسانيةِ، وقال "إن هذا الاهتمام يتمثل اليوم باستضافةِ هذا المنتدى الذي يتصدى لأحدِ الموضوعاتِ الحيوية، ويسعى إلى توحيدِ الرؤى والمواقفِ لتحقيق أقصى استفادةِ من التعاون المشترك، والاجتهاد لتحقيق طموحات شعوب المنطقة".
وأضاف سعادته: إن المنتدى يهدفُ إلى تعزيزِ الشراكة الكورية-الشرق أوسطية من أجلِ عالم اليوم، وهذا يعني السعيَ الدؤوب إلى تحقيقِ المزيدِ من الاتفاقِ والعمل الجماعي بينَ الأطرافِ المختلفةِ للتعاملِ مع عالمِ اليوم الذي اختفتْ فيه الحدودُ والفواصلُ بين ما هو محليٌّ وما هو عالمي، ويتسمُ بسرعة التغيراتِ والتطورات، وعالميةِ المشكلاتِ والتحديات، والتنافس والصراع من أجلِ تحقيقِ الاستقرارِ والأمنِ في مجالات الحياة كلها؛ ولذا فإننا نأملُ أن يسهمَ النقاشُ بين المسؤولين من صناعِ القرار ومتخذيه والخبراءِ والباحثين في إثراء هذه الموضوعاتِ والقضايا المطروحة في المنتدى.
كما أكد الدكتور جمال السويدي أن التقاربَ والتعاونَ المشتركَ يزيد التفاهم بين الدول والحكومات والشعوب، ويدعم الاتفاقَ على المصالحِ الاستراتيجيةِ المشتركة، ويزيدُ من قوة الدفع للاستراتيجيات والسياسات المشتركة؛ وأعرب عن تمنياته بأن يحققَ المنتدى الأهدافَ التي يصبو إليها.
وفي كلمته الرئيسية أمام المنتدى أكد سعادة علي بن حمد المري رئيس الجمعية الكورية العربية، سفير دولة قطر لدى جمهورية كوريا، أن تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين كوريا وبلدان الشرق الأوسط قد ساهم بشكل كبير في تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية، خاصة دخول الشركات الكورية الكبرى في مشروعات البنية التحتية ومحطات الكهرباء وتحلية المياه والطاقة والبتروكيماويات والمشروعات الهندسية. وتبع ذلك زيادة في معدلات التبادل التجاري الذي قفز من 3.3 مليار دولار في عام 2000، إلى حوالي 109 مليارات دولار في عام 2010.
كما ألقى سعادة مون تاي يونج رئيس معهد جيجو للسلام، بجمهورية كوريا، كلمة بهذه المناسبة ذكر فيها أن العلاقات الكورية العربية تضرب بجذورها العميقة في التاريخ، فعلى مدى العقود الخمسة الماضية شهدت العلاقات الكورية العربية تطوراً مذهلاً على مختلف الصعد، وخاصة التجارية والاقتصادية، ولم تقتصر على الجانب الرسمي الحكومي، بل امتدت لتشمل قطاعات الشباب والمجتمع المدني والمفكرين، مشيراً إلى أن انعقاد منتدى التعاون التاسع يأتي في وقت تشهد فيه هذه العلاقات نقلة نوعية وتتعزز عبر التعاون في مجالات جديدة، أبرزها مجال الطاقة النووية، لافتاً إلى أن التعاون الكوري- الإماراتي في مجال الطاقة النووية السلمية يمثل مؤشراً واضحاً على تطور هذه العلاقات وتنوعها.
وقال يونج إنه بالرغم من قوة علاقات الطرفين، فإنها بلا شك تواجه تحديات لا يمكن التغلب عليها إلا عبر المزيد من الحوار وبناء الثقة، الذي يؤدي إلى تعزيز الشراكة وضمان مستقبل مشرق للطرفين، وأضاف: "إننا نؤمن أن البرامج النووية في إيران وكوريا الشمالية تبرز حاجتنا جميعاً إلى مزيد من التعاون حتى نضمن مواجهة التحديات، والمحافظة على الأمن والسلم والاستقرار في العالم أجمع".
وناقش المنتدى، الذي عقد تحت رعاية وزارة الشؤون الخارجية والتجارة بجمهورية كوريا الجنوبية، العديد من القضايا المهمة ومجالات التعاون المختلفة بين الجانبين العربي والكوري الجنوبي، حيث بحثت الجلسة الأولى في كيفية تعزيز الاستخدام الآمن والسلمي للطاقة النووية، فيما عرضت الجلسة الثانية لمجالات التعاون الاقتصادي والتجاري الجديدة بين الجانبين، وناقشت الجلسة الثالثة فرص تعزيز التبادل الثقافي كوسيلة فاعلة لبناء الجسور بين كوريا الجنوبية والشرق الأوسط.
وفي كلمته الختامية، أكد سعادة الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية أن الاستماع إلى 18 متحدثاً من كوريا والإمارات والكويت والأردن وقطر والبحرين، وتبادل الآراء، وإدارة المناقشات الموضوعية على مدى ثلاث جلسات عمل، كل ذلك أسهم بلا شك في تعميق التعاون والتنسيق المشترك، وتعزيز أواصر الصداقة وتعميق الشراكة بين دول الشرق الأوسط وجمهورية كوريا، الأمر الذي يعزز القدرة على التعامل مع عالم اليوم الذي يدفع دول العالم إلى التعاون المشترك وتحقيق التكامل، مشيراً إلى أن المشكلات والتحديات لم تعد محلية الطابع، بل أضحت عالمية التأثير، ومن ثم يلزم علاجها ومواجهتها بالتعاون الإقليمي والدوليّ. ولا يتحقق ذلك إلا بمثل هذه المنتديات التي تزيد فرص الفهم المشترك والاتفاق على الحلول والتنسيق الإقليمي لتنفيذها.
ووصف السويدي هذا المنتدى بأنه دليلٌ واقعيٌ وعمليٌ على أهمية دراسة الموضوعات الإنسانية المشتركة، لافتاً إلى أن المشاركة الفعالة والمثمرة فيه تدلّ بوضوحٍ على حرص المشاركين جميعاً على تحقيق المصالح الحيوية بين دولنا جميعاً، "وهذا يدفعنا إلى الثقة بالمستقبل"، وقال: إن مثل هذا العمل لا ينبغي أن يكون طارئاً أو موسمياً، بل يجب أن تتواصل فصوله، ويترجم إلى استراتيجياتٍ وسياساتٍ وبرامج لصالح شعوبنا في الشرق الأوسط وكوريا، معرباً عن تقديره لراعي المنتدى وزارة الشؤون الخارجية والتجارة في جمهورية كوريا.




يَوم الأحَد 18 نوفمبر 2012
-