غدا الإسلام مؤخراً مصدر قلق رئيسياً للعالم الغربي. وغالباً ما تستعمل كلمات مثل "الإسلاموية"، و"الإسلام المتطرف"، و"السلفية"، و"الوهابية"، دون معنى واضح أو محتوى بيّن. ويشرح الدكتور شارل سان برو، الذي نشر كتاباً مهماً بعنوان الإسلام: مستقبل السلفية بين الثورة والتغريب Islam: L'avenir de la Tradition entre révolution et occidentalisation، الأمر قائلاً إن جوهر المشكلة الرئيسية هو عدم معرفة الغرب كنهَ الإسلام، وهذا بدوره يؤدي إلى نشوء العديد من المفاهيم المغلوطة.

ويضيف سان برو قائلاً: إنه من الخطأ ربط الإسلام بالنزعة المحافظة الصارمة أو الأقلية الطائفية المتطرفة، فالإسلام أبعد ما يكون عن تشجيع التطرف أو الإرهاب، وسلفية الإسلام النقية هي الصوت العاقل الذي يسعى إلى التوفيق بين العقيدة والاحترام من خلال الاجتهاد، الذي يعني بذل الجهد لإدراك حكم شرعي؛ فالاجتهاد هو طريق المستقبل بالنسبة إلى الإسلام. ولذلك يبيّن لنا كيف أن سلفية الإسلام النقية تعدّ أفضل رد على مشكلة المتطرفين الإسلاميين الطائفيين وعلى نزعة التغريب، التي يمكن أن تؤدي إلى إلغاء الهوية الإسلامية.