يَوم الثلاثاء 19 فبراير 2013
-
أشار الرئيس باراك أوباما إلـى عدم اهتمامه بالشرق الأوسط بصورة عامة، ورغبته فـي الانسـحاب من المنطقة عسكرياً، وقناعته، بصفته رئيساً منتمياً إلـى حزام المحيط الهادي [بحكم المولد والنشأة]، بأن مستقبل المشاركة العسكرية والدبلوماسية الأمريكية يكمن فـي الشرق الأقصى. والتساؤل هو: هل بإمكان أوباما إعادة التوازن نحو آسيا مع تجنب إحداث الـخلل فـي الشرق الأوسط؟ يواجه أوباما، فـي ولايته الرئاسية الثانية، العديد من التحديات الـخطيرة فـي المنطقة. فالانسـحاب العسكري الأمريكي، الـجزئي أو الكلي، من أفغانستان يمثل تحديات دبلوماسية ولوجستية. وستصبح الاتفاقات المبرمة مع باكستان والهند حاسمة لتحقيق الـنجاح هناك. ومن المحتمل أن تطول الأزمة السورية لبعض الوقت، وستشكل عواقبـها مشكلات أمنية مستمرة لـحلفاء الولايات المتحدة فـي المنطقة. ومن الواضـح أن أوباما يود خوض حرب باردة مع إيران حول برنامجها لتخصيب اليورانيوم، غير أن حدة العقوبات الأمريكية المفروضة على تلك الدولة تخلق علاقة متقلبة قد تتحول بسهولة إلـى مواجهة. وعلاوة على ذلك، لم يكن وضع أوباما «خطاً أحمر» مبـهماً للتدخل العسكري، وهو استحواذ إيران على قدرات الأسلـحة النووية، أمراً حكيماً، بحكم استحالة ذلك، وكون الـخط الأحمر يُعدُّ إنذاراً يؤدي عادة إلـى الـحرب.
كما أن صعود جماعة الإخوان المسلمين وحزب النـهضة فـي مصر وتونس واستمرار هشاشة مجتمعات ما بعد الربيع العربي تشكل تحديات أمام الرئيس أوباما. ولسياسة الطاقة المحلية الأمريكية الهادفة إلـى تعزيز الطاقة الـخضراء انعكاسات محتملة طويلة المدى على منتجـي الهيدروكربونات فـي منطقة الشرق الأوسط، وعلى وضع أمريكا الاستراتيجـي فـي الشرق الأوسط، والتعاون الأمريكي مع المبادرات الـخليجية للطاقة المتجددة. وفـي النـهاية، لا يزال من غير المعروف ما إذا كان أوباما مستعداً لتوظيف احترامه وهيبته وشعبيته فـي القيام بمحاولة أخيرة لتأمين حل الدولتين للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني قبل أن تصبح مستحيلة فـي غضون سنة أو اثنتين.
يَوم الثلاثاء 19 فبراير 2013
-
يَوم الثلاثاء 19 فبراير 2013
-