النظام العالمي الجديد في القرن الحادي والعشرين

النظام العالمي الجديد في القرن الحادي والعشرين

  • 18 فبراير 2007

لم تشهد نهاية الحرب الباردة سقوط جدار برلين فحسب، بل انهيار أساسات النظام العالمي الذي ساد في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية. كما تعرضت فرضية فرانسيس فوكوياما، القائلة: إن تفكك الاتحاد السوفييتي ما هو إلا تجسيد «للنصر»، وللتفوق المتأصل للديمقراطية الليبرالية على الحكومات والنظم الأخرى، للطعن في أفكارها، بفعل الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها مدينتا نيويورك وواشنطن في 11 أيلول/سبتمبر 2001. فلم تظهر هذه الهجمات ضعف الاقتصاد الأمريكي وأمنه القومي فحسب، بل بينت مدى ضعف النظام الدولي، والنظام السياسي العالمي الذي كان يستمد استقراره من صراع القطبية الثنائية المركزية، بين القوتين الموجهتين للحرب العالمية الثانية: الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي.

وقد أضحت التحديات التي تواجه المجتمع الدولي اليوم أكثر تعقيداً، وغدت تداعياتها المحتملة أشد خطورة على الاستقرار العالمي، مما كانت عليه خلال الحرب الباردة. وأصبحت الحاجة الملحة إلى نظام عالمي جديد، يتمتع بالقوة والشرعية؛ لمواجهة هذه التحديات أكثر وضوحاً الآن في أعقاب حرب الولايات المتحدة الأمريكية على العراق بعد أحداث 11 أيلول/سبتمبر، وهي الحرب التي تمتد تأثيراتها المتمثلة بزعزعة الاستقرار، إلى ما هو أبعد من شواطئ الخليج العربي.

ولا ريب في أن تحقيق الاستقرار والأمن الدائمين في الشرق الأوسط هما من القضايا المحورية في السياسة العالمية، وسيكونان من الأسس المهمة للنظام السياسي العالمي، في القرن الحادي والعشرين. ولتحقيق ذلك، لابد من وجود استراتيجية، تستطيع تحقيق الموازنة بين مصالح أهم القوى الفاعلة في المنطقة، والتطلع إلى إلحاق دول الشرق الأوسط بركب الحداثة. والأهم من ذلك كله، العمل على المعالجة الشاملة، لمختلف الصراعات والنزاعات في المنطقة. ولن يستطاع تحقيق النجاح الدائم، إلا بالعودة بـ «إصرار وترصد»، إلى التعددية الدولية.

.

المحاضر

يَوم الأحَد 18 فبراير 2007

-

يَوم الأحَد 18 فبراير 2007

-