يَوم الأربعاء 14 مايو 2014
-
تتحدث صحف وتحليلات سياسية كثيرة عن ظاهرة تسميها "الإسلام السياسي". فما حقيقة هذا التيار؟ وبم يتميز؟ ومتى بدأ في العالم العربي الحديث؟ وكيف تطور منذ ظهوره عام 1928 مع تأسيس حركة الإخوان المسلمين في مصر، إلى يومنا الراهن؟ جماعات الإسلام السياسي، يقول بعض الباحثين، هي "تلك الجماعات التي لا تقيم تمييزاً في تصوراتها وممارساتها بين الدين والسياسة، وهي بهذا تقوم بتسييس الدين وتديين السياسة". ولتنظيمات الإسلام السياسي في معظم الدول العديد من الملامح، لعل أبرزها ثلاثة:
1. تعطي الأولوية لمسألة السلطة والوصول إليها وإقامة نظامها الخاص.
2. ترفض المنظومة السياسية والقانونية الغربية، ولا تعترف مبدئياً بالدولة الوطنية القُطرية، وتطرح بدلاً عنها "دولة الخلافة" أو "النظام الإسلامي".
3. تولي الحزب والتنظيم اهتماماً خاصاً، وتقوم بعض أحزابه على تشكيلات منظمة دقيقة ولجان متخصصة، وأيديولوجية عبارة عن تحليل حزبي للدين الإسلامي ونهج خاص في فهم تاريخه وتعاليمه ونصوصه وتشريعاته.
تناولت المحاضرة أسباب نمو الظاهرة في المجتمع العربي المعاصر، وجذور الإسلام السياسي في القرون الحديثة، ولاسيما القرنين التاسع عشر والعشرين، ومرت باختصار شديد بتراث الأفغاني والشيخ محمد عبده والشيخ رشيد رضا. ثم تناولت جوانب من حركة الإخوان المسلمين وبعض الجماعات المنافسة لها كالجماعات السلفية وحزب التحرير وأحزاب التشيع السياسي وغيرها.
وتحدث المحاضر بشيء من التفصيل عن ملامح أخرى لأحزاب الإسلام السياسي كالتماثل الفكري، والتكتل، والسرية، والتركيز على المناورة وتعدد الخطاب، والتعامل مع الإسلام كأيديولوجيا.
واستعرضت المحاضرة بإيجاز مراحل نمو الإسلام السياسي وانتشاره بين عامي 1928 و2012، ويشمل ذلك العهد الملكي والناصري ومرحلة الرئيس السادات والرئيس مبارك، مع الإشارة إلى امتدادات الإسلام السياسي إلى بقية الدول العربية والمنطقة الخليجية، والتجربة السودانية وتفجيرات 11 سبتمبر 2001 وغيرها.
على الرغم من الحجم الكبير والانتشار الواسع لتيار الإسلام السياسي فإنه لم يحقق على أرض الواقع ما يمكن اعتباره نهضة عميقة شاملة، ولم يكن استجابة ناضجة للتحديات التنموية ومتطلبات تحديث المجتمع في العالم العربي. وقد أتيحت للإخوان خاصة فرص ثمينة في السودان ومصر لم ينجحوا فيها.
إن الصراع مع تحديات الإسلام السياسي وتعقيداته يعتمد إلى حد بعيد على توعية شعوب العالم العربي، وخاصة بالارتقاء بمناهج الدراسة والثقافة الدينية السائدة، وبحث المجتمع في مختلف مؤسساته على التفاهم والتسامح وتجنب مشاعر الإقصاء وإلغاء الآخر، والنهوض بالحياة السياسية والاقتصادية بشكل عام. وهكذا فإن التصدي لمخاطر هذا التيار مسؤولية الشعوب بقدر ما هي مسؤولية الحكومات.
فيديو المحاضرة
يَوم الأربعاء 14 مايو 2014
-
يَوم الأربعاء 14 مايو 2014
-