يَوم الأربعاء 13 مايو 2015
-
فشلت معاهدة "الدفاع العربي المشترك والتعاون الاقتصادي" الصادرة عام 1950، في التصدي الفعلي لأي اعتداءات تعرضت لها الدول العربية، بالرغم من نص المعاهدة على أن أي اعتداء على دولة من الدول المتعاهدة، يعد اعتداءً على كل البلدان العربية. ولعل أحداث الصراع العربي-الإسرائيلي والحرب العراقية-الإيرانية (1980-1988)، والغزو العراقي للكويت 1990، تعدّ أبرز مؤشرات هذا الفشل؛ ما قاد دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إلى العمل على تشخيص أسباب هذا الفشل والنهوض بمبادرات عسكرية استراتيجية جديدة؛ بهدف إحياء مفهوم الأمن القومي العربي وتعميق أركانه، وهذا ما تجسده عملية "عاصفة الحزم" والتحالفات التي انطوت عليها.
وفي هذا الإطار، تسعى المحاضرة لتوضيح علاقة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بجامعة الدول العربية، في نطاق مشروع الأمن القومي العربي، وذلك من خلال ثلاث مراحل: المرحلة الأولى هي مرحلة ما قبل الغزو العراقي للكويت، حيث اتسمت بطابع العلاقات التعاونية والتكافلية القائمة على تقديم المساعدات المالية الخليجية للدول العربية التي تحتاج إليها، من دون استخدام هذه المساعدات للتأثير السياسي. أما المرحلة الثانية فقد انطلقت بعد الغزو العراقي للكويت، وتميزت بانخراط دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في طرح الحلول والمبادرات الأمنية والاستراتيجية للتعامل مع قضايا وأزمات في المنطقة، وهذا عبر عن نضج الفكر السياسي لهذه الدول. وبدأت المرحلة الثالثة مع أحداث ما سمي الربيع العربي، التي كشفت عن وجود ثغرات أمنية في المنطقة العربية استغلتها قوى مختلفة للتمدد فيها، واستدعى الأمر التحرك لمواجهة هذه القوى؛ ومن ثم جاءت "عاصفة الحزم" التي تعتبر مبادرة خليجية شاملة لترسيخ الأمن القومي العربي، وإعادة إحياء مشروع الدفاع العربي المشترك.
والسؤال المهم الذي تطرحه المحاضرة، في ضوء كل ما سبق، هو: هل تستطيع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية إعادة صوغ الأمن القومي العربي من جديد؟
فيديو المحاضرة
يَوم الأربعاء 13 مايو 2015
-
يَوم الأربعاء 13 مايو 2015
-