الإسلام والغرب: التوافق الكامل

الإسلام والغرب: التوافق الكامل

  • 10 ديسمبر 2007

يسود جهل تام بمعنى القيم الغربية والإسلامية، في مناطق عدة من العالم؛ وقد أدى التعصب لدى كلا الجانبين: الغربي والإسلامي إلى صعوبة الوصول إلى تفاهم متبادل.

ولا بد هنا من إيضاح أن الإسلام الراديكالي عبارة عن أيديولوجية، ولا صلة له بالإسلام نهائياً. والحقيقة أن المسلمين هم الضحية الأولى للعنف الذي تولّده الإسلاموية الراديكالية، وهذه هي الرسالة الرئيسية التي سعيتُ لنشرها في إسبانيا. لقد عانى المسلمون المعتدلون نتيجة ظهور أيديولوجية العنف لدى الإسلامويين، ويتم استغلال الإرهاب للاستيلاء على السلطة والهيمنة فقط.

يريد الإرهابيون الإسلامويون إطاحة الأنظمة التي لا تعتنق أيديولوجيتهم في العالم الإسلامي، كما يطمحون - أيضاً - إلى استعادة الخلافة التي أزالها أتاتورك في بداية القرن العشرين. ويريدون كذلك استعادة الأراضي التي أخذت من المسلمين عبر التاريخ؛ مثل: الأندلس في إسبانيا.  ويتلاعبون بمصطلحات إسلامية؛ مثل: "الجهاد الأصغر" و"الجهاد الأكبر" لمصلحة نشر التعصب؛ وفرضه على أصحاب الثقافة الضعيفة، ممن يسهل التلاعب بهم وتلقينهم الأفكار أو المبادئ.

ويجب أن يدرك الغرب أن هذه النشاطات لا علاقة لها بالإسلام، وعندما يقول الناس: إن السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية قد خلقت الإرهاب، فهم مخطئون؛ فهذه الأفكار الراديكالية متجذرة في عقول أصحابها، ولن تختفي، حتى وإن تم فجأة حل جميع المشكلات في الشرق الأوسط. ولمحاربة هذه المشكلة لا تكفي الحلول الأمنية، والتعاون الدولي، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، والعمليات الأمنية. وليس معنى هذا أن الأمن غير ضروري أو غير بالغ الأهمية، ولكنه لا يكفي وحده. فيما تعد حقوق الإنسان قضية أساسية لبناء الجسور بين الغرب والعالم الإسلامي.

لا ينبغي أن نتحدث عن الحوار، أو حتى صدام الحضارات؛ لأنه لا توجد إلا حضارة واحدة نشترك فيها جميعاً. كما يجب فهم رسالة المتعصبين ومواجهتها؛ لإثبات أنها مجرد تلاعب ومناورة، من الباحثين عن السلطة والهيمنة، مستخدمين الدين غطاء لهم. وتدعو الحاجة إلى أن يسهم العلماء المسلمون في المساعدة على إقامة برامج في هذا الاتجاه.

.

المحاضر

يَوم الإثنين 10 ديسمبر 2007

-

يَوم الإثنين 10 ديسمبر 2007

-