مستقبل باكستان في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 والحرب التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية في أفغانستان

مستقبل باكستان في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 والحرب التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية في أفغانستان

  • 9 يونيو 2002

تحلل المحاضرة الآثار التي نجمت عن الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها الولايات المتحدة الأمريكية في الحادي عشر من سبتمبر، والتي أدت إلى توجيه ضربة عسكرية تأديبية كبرى ضد الإرهاب الدولي، ممثلاً بنظام طالبان في أفغانستان من قبل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية. وقد قادت هذه الحملة العسكرية غير المسبوقة إلى هزيمة نظام طالبان والقضاء عليه، ومن ثم تنصيب حكومة مؤقتة يرأسها حامد قرضاي برعاية الأمم المتحدة.

وفي الوقت الذي أدت فيه آثار الأحداث إلى حدوث انعكاسات عالمية، فقد تركزت أقوى هذه الانعكاسات في منطقة جنوب آسيا، وخاصة في باكستان، وذلك نظراً لقربها من أفغانستان وللصلات العرقية والسياسية التي تربطها بها.

وقد أدى قرار الولايات المتحدة الأمريكية بشن ضربات عسكرية ضد نظام طالبان إلى وضع باكستان في موقف فرض عليها إحداث تغيير سريع في سياستها الخارجية. فقد انضمت إلى التحالف الدولي المعادي للإرهاب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، ووافقت على التعاون معه لإطاحة نظام طالبان. وقد عاد هذا القرار الرئيسي ببعض المكاسب العاجلة على حكومة برويز مشرف؛ مثل الحصول على المساعدات المالية والإعفاء من الديون والتقارب مع الولايات المتحدة الأمريكية وتخفيف العزلة الدولية والحصول على مكاسب كان يمكن أن تحصل عليها الهند.

لكن يبدو أن آثار هذه المكاسب قصيرة الأمد فقد أخذت تخبو خلال الأشهر القليلة الماضية، وتظهر مكانها مشكلات معينة طويلة الأجل. فقد برزت في هذا الخصوص بوادر تدهور الاقتصاد، والتأزم العسكري بين الهند وباكستان الذي مضى عليه أكثر من خمسة أشهر، وتعزيز العلاقات الهندية-الإسرائيلية، وانتكاس القضية الكشميرية والديمقراطية في باكستان، وتفشي الإرهاب بسبب فلول طالبان والقاعدة، والجماعات الدينية الأصولية في باكستان.

وتشير المحاضرة إلى أن حكومة برويز مشرف اتخذت خطوات تتسم بالجرأة منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وبدأت القيام بإصلاحات في المجتمع الباكستاني، وبخاصة حيال بعض الجماعات الإسلامية والإرهابية. كما اتخذت بعض المبادرات الكفيلة بإنعاش الاقتصاد وإصلاح نظام التعليم في المدارس. غير أن الوقت ما يزال مبكراً على تقييم الآثار الكاملة لهذه الإجراءات.

وتظل مسألتا العلاقات مع الهند واحتمالات السلام المستقبلية في أفغانستان مسألتين مهمتين. وتواجه باكستان والهند تحديات أمنية مضاعفة، من بينها التغلب على الفقر والعداوات الدينية، والخلافات التاريخية، والنزاع المحتدم حول كشمير، وهذه كلها عوامل يمكن أن تؤدي إلى صراع خطير.

.

المحاضر

يَوم الأحَد 9 يونيو 2002

-

يَوم الأحَد 9 يونيو 2002

-