يَوم الإثنين 8 نوفمبر 2010
-
تتعاون المملكة المتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة في عدد كبير من المجالات. وتزداد معرفة الشعبين ببعضهما، وتزداد الروابط بين البلدين باستمرار. وذلك اتجاه موازٍ حيوي للزخم الجديد الذي يتسم به التعاون بين الحكومتين، والذي بدأ عندما كنت وزيراً للخارجية، ويسرني أن أقول إن الحكومة الجديدة مستمرة فيه.
والمسألة التي أود أن أتناولها هي الكيفية التي يمكن بها أن تواصل البلدان الغربية والبلدان ذات الأغلبية المسلمة تطوير نوع من التعاون والصداقة القائمين بين المملكة المتحدة ودولة الإمارات، ليس على المستوى الثنائي فحسب، بل أيضاً على المستوى المتعدد الأطراف. وأعتقد أن الحاجة إلى التواصل ملحة؛ لأسباب تتعلق بمسائل السياسات العامة ذات الصلة، وأيضاً لأسباب سياسية.
إن المملكة المتحدة ودولة الإمارات صديقان قريبان للولايات المتحدة، وإننا نلتقي اليوم بعد أن أدلى الناخبون في الولايات المتحدة بأصواتهم ضد سياسات الرئيس أوباما، بما فيها إصلاحات الرعاية الصحية، وبرنامج الحوافز، وغير ذلك من التدابير. ومع ذلك، فإن تلك مسألة تخص النظام السياسي الأمريكي.
وقد جعل الرئيس أوباما منذ بداية ولايته مسألة إعادة بناء سمعة "أمريكا" وشراكاتها مع العالم الإسلامي قضية مركزية. وقد كان محقًّا في ذلك الوقت، وهو محقٌّ الآن. ففي الكلمة التي ألقاها في القاهرة، عدَّد سبع أولويات للتعاون، وهي: الحاجة إلى التصدي للتطرف العنيف في أفغانستان، والعلاقة بين إسرائيل وما أطلق عليه الرئيس «الوضع الذي لا يمكن تحمّله» للفلسطينيين، والمسألة النووية الإيرانية، والنهوض بالديمقراطية، والحرية الدينية، وحقوق المرأة، والتنمية الاقتصادية.
ويبيِّن ذلك مدى نطاق التحديات- وأنا أهدف إلى أخذها مأخذ الجد - إذ بخلاف ذلك، فإن البديل هو أن الجهل يحفِّز الانقسام، والانقسام يحفِّز سوء الفهم، وسوء الفهم يفرِّقنا أكثر. إن قدريْنا لصيقا الارتباط ببعضهما أكثر من أي وقت مضى. ذلك أن انعدام الاستقرار الاقتصادي وتغير المناخ والإرهاب أمور لا تفرِّق بين المسلمين وغير المسلمين. وتلك هي الحقيقة الأولى في هذه المرحلة من مراحل العولمة.
أما الحقيقة الثانية فهي أن الولايات المتحدة الأمريكية لاتزال القوة العظمى في العالم. لكن مع أنها بارزة فهي ليست مهيمنة، وهي لا تستطيع إخضاع العالم بمفردها؛ لأن القوة آخذة في الابتعاد عن مراكز النفوذ عبر الأطلسية التقليدية في القرن العشرين. دعونا لا نهوِّن من القوة الأمريكية – بنوعيها الناعمة والصلبة – لكن هناك حاجة إلى ائتلافات جديدة. والحقيقة الثالثة هي أن تلك الائتلافات يجب أن تكون ائتلافات بين الدول، لكنها لا يمكن أن تتحقق من دون أن تكتسب موافقة المواطنين.
وبناءً عليه، فإننا بحاجة إلى فهم المهمة التي أمامنا على مستويين: حلّ المشكلات واقتناص الفرص على مستوى النُّخب (بناء الائتلافات فيما بين الدول)؛ وبناء الثقة على المستوى الشعبي (حشد الرضا بين الشعوب). وكلما ازداد التقدم المحرَز على مستوى النخب فيما يتعلق بالمشكلات السياسية والاقتصادية، ازدادت سهولة كسب عامة الناس. وبالمقابل، كلما ازداد الشكّ لدى الجماهير ازدادت الصعوبة التي سيواجهها القادة السياسيون في تقاسم القضايا المشتركة.
يَوم الإثنين 8 نوفمبر 2010
-
يَوم الإثنين 8 نوفمبر 2010
-