احتمالات الشراكة بين الولايات المتحدة الأمريكية والشرق الأوسط

احتمالات الشراكة بين الولايات المتحدة الأمريكية والشرق الأوسط

  • 7 يوليو 2003

برزت فرص غير مسبوقة في العامين الأخيرين لإحداث قدر أكبر من الارتباط بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا. فقد أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش (الابن) ووزير خارجيته كولين باول والأعضاء الآخرون في الإدارة الأمريكية عن الالتزام الطويل الأجل من جانب الولايات المتحدة الأمريكية بتعزيز روابط أوثق مع المنطقة، والمشاركة في تنميتها اقتصادياً وسياسياً وتعليمياً.

وتركزت المناقشة على ثلاثة برامج رئيسية يتم بموجبها هذا الارتباط تشمل: مبادرة الشراكة الشرق أوسطية، ومنطقة التجارة الحرة في الشرق الأوسط، والشراكة في برنامج التعلم.

مبادرة الشراكة الشرق أوسطية

لقد تم تصميم مبادرة الشراكة الشرق أوسطية للعمل مع الحكومات والشعوب في العالم العربي من أجل توسيع الفرص الاقتصادية والسياسية والتعليمية بالنسبة إلى الجميع. وسوف يتم تمويل هذه العملية بأكثر من 200 مليون دولار أمريكي، وسيتم تخصيص تمويل إضافي تزامناً مع تطور الشراكة. وتدعم مبادرة الشراكة الشرق أوسطية البرامج التي تشجع التعليم، والإصلاحات الاقتصادية، وتعزز المجتمع المدني العربي. وسيكون التركيز الرئيسي للمبادرة على الشراكة. وسوف تعمل الولايات المتحدة الأمريكية عن كثب مع الحكومات في العالم العربي، والدول المانحة الأخرى، والمؤسسات الأكاديمية، والقطاع الخاص، والمنظمات غير الحكومية لكي تبتكر استراتيجيات وبرامج تلبي على أفضل وجه احتياجات كل دولة وأمانيها. ولا توجد معاملة من قبيل مقاربة واحدة تناسب الجميع في هذا الصدد.

منطقة التجارة الحرة في الشرق الأوسط

أعلن الرئيس بوش في 9 أيار/ مايو 2003 مقترحاً لإنشاء منطقة التجارة الحرة بين الولايات المتحدة الأمريكية والشرق الأوسط في غضون عقد من الزمان. وبناء على الاتفاقيات التجارية القائمة مع الأردن وإسرائيل، سوف تنفذ الولايات المتحدة الأمريكية سلسلة من الخطوات، ومن ضمنها الإجراءات التالية: المساعدة في إصلاح الدول لكي تصبح دولاً أعضاء في منظمة التجارة العالمية، والتفاوض على اتفاقيات استثمار ثنائية واتفاقيات على إطار عمل للتجارة والاستثمار مع الحكومات التي تبدي تصميماً على تحسين قوانينها الخاصة بالتجارة والاستثمار، وإطلاق اتفاقيات جديدة للتجارة الثنائية الحرة مع الحكومات الملتزمة بالتحرير الشامل للتجارة، وتقديم المساعدة في بناء القدرة التجارية والتوسع بحيث تستفيد الدول المشاركة من الاندماج في النظام التجاري العالمي.

وسوف تبدأ الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً في إطلاق مبادرة جديدة خاصة بالقانون التجاري، وتأسيس هيئة للتمويل في الشرق الأوسط لمساعدة الأعمال الصغيرة والمتوسطة الحجم، ولدعم إصلاحات القطاع المالي القائمة على أفضل الممارسات الدولية.

الشراكة من أجل التعلم

تجسد الشراكة من أجل التعلم (P4L) سلسلة واسعة المدى وطموحة من البرامج التي تهدف إلى زيادة الشراكات ذات المغزى فيما يتعلق بعمليات التبادل بين الشعوب والتبادل مع العالم الإسلامي. وبينما تبدو هذه الشراكة مشابهة لبعض برامج مبادرة الشراكة الشرق أوسطية، فإنها تعتمد بشكل أكبر على البرامج الأمريكية للتبادل والتعاون الأكاديمي القائمة مثل البرنامج التعريفي للزوار الدوليين، ومنح فلبرايت (Fulbright)، وبرامج الزيارات المتبادلة بين المواطنين، وبرامج تعليم اللغة الإنجليزية.

والأهداف الأساسية لهذه الشراكة هي ترقية فهم الدول الإسلامية للولايات المتحدة الأمريكية، خاصة وسط الأجيال الأصغر سناً، وتوسيع آفاق الفهم الأمريكي للإسلام والدول التي تدين الأغلبية فيها بالإسلام. إن الشراكة من أجل التعلم تحمل إمكانيات عظيمة بوصفها أداة للتغلب على فجوات الفهم التي تفرقنا وتستهدف التلاقي فيما بيننا في مجالات التعليم والثقافة، وهي مجالات مهمة بالنسبة إلينا جميعاً، ونتقاسم فيها قيماً مشتركة قوية وعميقة الجذور.

.

المحاضر

يَوم الإثنين 7 يوليو 2003

-

يَوم الإثنين 7 يوليو 2003

-