يَوم الأربعاء 5 ديسمبر 2007
-
تعدّ الاستراتيجية التي ينتهجها الغرب حالياً، والتي تهدف إلى منع إيران من امتلاك قدرة عسكرية نووية، عديمة الجدوى؛ فعلى الرغم من العقوبات الاقتصادية الدولية المتزايدة، وعروض المفاوضات المتعددة الجنسيات، والجهود الهادفة إلى إنشاء تحالف إقليمي مضاد لإيران، والتهديدات باستخدام القوة العسكرية، تبدو إيران مصممة على تطوير قدراتها الخاصة بتخصيب اليورانيوم. وإذا سارت الأمور على ما هي عليه الحال الآن، فستجد الولايات المتحدة الأمريكية نفسها في نهاية الأمر، أمام مهمة شاقة تُمَثَّل بالاختيار من خيارين صعبين، فإما القبول بإيران دولةً ذات قدرة عسكرية نووية، أو مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. ومن المحتمل أن يؤدي أي من هذين الخيارين إلى تقويض الأمن الإقليمي، وزعزعة الاستقرار في المنطقة.
ومازال هناك، لحسن الحظ، متسع من الوقت، يكفي لبذل جهد دبلوماسي أكثر نشاطاً؛ للحيلولة دون إتمام إيران برنامجَها النووي، أو على الأقل تأخيره؛ لأنه مازالت هناك عقبات تقنية عدة، تمنع إيران من إنتاج أسلحة نووية في الوقت الحاضر. وإلى أن تصبح إيران قادرة على تخصيب اليورانيوم؛ لإنتاج كميات كبيرة من اليورانيوم المخصص للأغراض العسكرية في وقت قصير، فقد تتوخى الحذر، وتحافظ على عمليات التفتيش الدولية التي تتم لمنشآتها النووية، وتتجنب الأفعال التي تناقض ادعاءها أن برنامجها النووي سلمي. وفي هذه الأثناء، سيكون لزاماً على الحملة الدبلوماسية النشيطة ممارسة ضغط دولي وإقليمي قويين، وأن تتعامل الولايات المتحدة الأمريكية وإيران بشكل مباشر وأقوى؛ لحل المسألة النووية، وغيرها من المسائل المعلقة.
لكن ليس واضحاً احتمال أن يؤدي هذا الأسلوب الجديد الغرض المطلوب منه أوْ لا؛ لأن القيادة الإيرانية الحالية قد ترى في قدرتها على إنتاج الأسلحة النووية، قيمة تفوق أي تهديدات أو حوافز يمكن أن تتقدم بها الولايات المتحدة الأمريكية. بالإضافة إلى ذلك ربما لا يكون بالإمكان إقامة حوار دبلوماسي مفتوح بين واشنطن وطهران، إلا بعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية وإيران. ولكن حتى لو كانت فرص النجاح قليلة، لاستحقت بذل كل جهد ممكن؛ لتجنب مواجهة الخيار المرّ: القبول بقنبلة إيرانية، أو قصف إيران بالقنابل.
يَوم الأربعاء 5 ديسمبر 2007
-
يَوم الأربعاء 5 ديسمبر 2007
-