يَوم الإثنين 5 يونيو 2006
-
يعد غزو العراق واحتلاله بداية لمرحلة جديدة في الهيمنة الأمريكية على العالم. فقد مورست عموماً، أشكال سابقة من الهيمنة الأمريكية على العالم بشكل غير مباشر، من خلال التحالفات المتعددة الأطراف أو الحكومات المحلية، لكن تلك الحكومات المحلية بصورة عامة لم يكن وجودها ناجماً عن غزو دولها واحتلالها؛ ومن ثم إعادة هيكلتها بأيدٍ أمريكية من الأساس. وإن كانت القوى الاستعمارية قد عمدت إلى إقامة الحكومات المحلية في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين ، فإن هذا ما فعلته الولايات المتحدة في العراق منذ آذار/مارس 2003.
لقد حدث غزو العراق واحتلاله وإعادة هيكلته بأيدي الأمريكيين، دونما تسويغ لذلك في القانون الدولي. وقد تم تشكيل جزء كبير من البنية الحالية للقانون الدولي ومعظم المنظمات الدولية، بما فيها هيئة الأمم المتحدة نفسها؛ نتيجة للحروب النازية واليابانية العدوانية، وما تبعها من جرائم حرب. أما في العراق، وبرغم جرائم نظام صدام حسين، فإنه لم يكن هناك مثل هذا التسويغ حين غزوه عام 2003.
ولكي نفهم حدود النفوذ السياسي للأمريكيين العرب، الذين يبلغ تعدادهم أربعة ملايين، لابد من فهم مدى سوء اندماجهم في المجتمع الأمريكي. ذلك أن كثيراً منهم مايزال لا يتكلم الإنجليزية، أو أنهم غير مواطنين، وبعضهم أميون. كما أن الكثير منهم لم يتلق تعليمه في الولايات المتحدة الأمريكية، ولا يعرف شيئاً عن آلية النظام السياسي هناك. أضف إلى ذلك أن كثيراً منهم معزولون عن المجتمع الأكبر المحيط بهم. وليس من الصعب إدراك أن التأثير في السياسة الأمريكية، في مثل هذه الظروف، يعد محدوداً. وقد عانت الجماعات المهاجرة في الماضي قيوداً مشابهة على نفوذها السياسي طوال عقود من الزمن، إلى أن اندمجت في المجتمع، وتعلمت كيف توظف أدوات السلطة في السياسة الأمريكية لمصلحتها.
يَوم الإثنين 5 يونيو 2006
-
يَوم الإثنين 5 يونيو 2006
-