يَوم الإثنين 3 يونيو 2002
-
أشار المحاضر إلى أن الكثيرين اليوم يحذرون من أن العالم الإسلامي والغرب يسيران نحو التصادم. لقد كان عمق العداء وشدته والذي عبر عنه بن لادن وأتباعه في تنظيم القاعدة إلى جانب المشاهد التي يظهر فيها بعض العرب وهم يحتفلون في الشوارع بعد أحداث 11 سبتمبر بغيضا بالنسبة إلى الكثيرين؛ ولكنه قاد بعض الأمريكيين إلى التساؤل: "لماذا يكرهوننا؟". وتمثل الإغراء بالنسبة إلى بعض المسؤولين في الحكومة الأمريكية والمعلقين السياسيين في الإدانة والرفض، وفي تفسير العداء "للأمريكانية" على أساس أنه شيء لا عقلاني وأنه نوع من العقوق والغيرة من نجاح الولايات المتحدة الأمريكية أو كراهية أسلوب الحياة الأمريكي. إن الشعارات التي تعطينا انطباعا بأننا في حرب بين العالم المتحضر والإرهابيين، أو أنها حرب ضد الأصوليين الذين يكرهون الديمقراطية الغربية والرأسمالية والحرية أو أنها حرب ضد "الشر" و"تجار الموت"، ربما تعكس فن الخطابة لدى المتطرفين وتوفر الاكتفاء العاطفي، ولكنها تعجز عن الإحاطة بالحقائق الأعمق والقضايا الطويلة الأجل.
ومع رد الحكومات على خطر الإرهاب الدولي، سيكون من الصعب بالنسبة إلى القادة تولي مسؤولياتهم دون أن ينقادوا إلى بعض الاتجاهات. ويجب ألا تبرر الحرب ضد الإرهاب العالمي التآكل التدريجي للمبادئ المهمة والقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، أو تصبح الضوء الأخضر للأنظمة الاستبدادية في العالم الإسلامي لتحد بشكل إضافي من حكم القانون والمجتمع المدني أو تقمع المعارضة غير العنيفة. ويجب أيضا ألا تؤثر هذه الحرب في ضرورة تبني سياسة أكثر توازنا في النزاع العربي-الإسرائيلي، ويجب أيضا أن تتصف الاستجابات الأمريكية والأوربية بالتناسب في الهجمات العسكرية، والإجراءات الأمنية، والتشريعات المضادة للإرهاب والسياسة الخارجية. كما يجب أن تتم الاستفادة من الأخطاء السابقة عند العمل على تقديم الإرهابيين للعدالة كأمر ضروري، وعند شن الحرب لتحطيم خلاياهم والقواعد التي تنطلق منها عملياتهم. هذه الأعمال يجب أن تستند إلى دليل يثبت أن هناك علاقة مباشرة بالجريمة، وأن تكون هجمات مركزة بدلاً من هجمات واسعة المدى ولا تميز بين المستهدفين. وتتضمن الاستجابة غير المتناسبة خطر ارتداد الفعل في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي الأوسع- بالإضافة إلى المواطنين المسلمين في أمريكا وأوربا- بشكل يقضي على حسن النية الذي نجده عند الكثيرين ويعزز صورة القوة العظمى التي تضع نفسها مرة أخرى فوق القانون الدولي.
ويحذر المحاضر من أن بعض ممارسات السياسة الخارجية سوف تستمر في توفير أرض خصبة لإنتاج الكراهية والتطرف ولصعود الحركات المتطرفة ولمد أمثال بن لادن في هذا العالم بالمجندين إذا لم يتم تناولها بطريقة فعالة. ويوضح أن إعادة فحص السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية، وإعادة صياغة هذه السياسة أينما اقتضت الضرورة، تصبح أمرا ملحا للحد من الإرهاب الدولي واحتوائه بشكل فعال، ويجب أن يتم خلق توازن بين السياسات القصيرة الأجل التي تقتضيها المصلحة القومية والسياسات والحوافز الطويلة الأجل التي تضغط على حلفائنا لتشجيع عملية المشاركة السياسية واقتسام السلطة التي تحدث تدريجيا وبشكل تصاعدي. وببساطة، سوف يرسخ الفشل في القيام بهذه العملية ثقافة الاستبداد وقيمها سواء العلمانية أو الدينية، ويغذي روح العداء للأمريكانية.
يَوم الإثنين 3 يونيو 2002
-
يَوم الإثنين 3 يونيو 2002
-