مركز الإمارات للدراسات" ينظم محاضرة بعنوان "الشريعة والإسلام"
- 8 مارس 2013





نظّم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية محاضرة بعنوان "الشريعة والإسلام"، ألقاها الأستاذ الدكتور سعد الدين هلالي، رئيس قسم الفقه المقارن، في كلية الشريعة والقانون، بجامعة الأزهر، بجمهورية مصر العربية الشقيقة، حيث أكد فيها أن العرب وهم يعيشون أزماتهم المتعددة اليوم في أشد الحاجة إلى رجال يقتدون بحكيم العرب المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيّب الله ثراه .
أشار الهلالي إلى الدور الذي يضطلع به مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية على الصعد الخليجية والعربية والدولية كمنبر ثقافي يتصدى لأكثر القضايا المثيرة للجدل الفكري في المنطقة والعالم، قائلاً: لعل الكتاب الذي أعدّه الدكتور جمال سند السويدي بعنوان: “وسائل التواصل الاجتماعي ودورها في التحولات المستقبلية: من القبيلة إلى “الفيسبوك” يدلل، بما لا يقبل الشك، على متابعة سعادته للتطورات الإنسانية أولاً بأول .
واستعرض الدكتور هلالي بشيء من التفصيل مفهوم الإسلام والشريعة في اللغة وفي اصطلاح الفقهاء، مشيراً إلى أن الشريعة الإسلامية تتميز بمرونتها التي تعتمد الحكم الفقهي الإنساني في الامتثال، ليبقى الحكم الشرعي الديني مظلة جامعة للفقهاء المتباينين، وعذراً مسوغاً لتحديد القانون بحسب تطور المفهوم، وهذا ما عالجه الفقهاء والأصوليون في تفرقتهم بين الحكم الشرعي والحكم الفقهي، ومن أهم تلك الفروق ما يتعلق بالوحدة والتعدد، والثبات والتغير، والعصمة واحتمالية الخطأ، والسعة والضيق، والتوقيف والتقدير، داعياً إلى تحرير حاكمية الله والقضاء على ظاهرة التقليد الشركية المزايدة على الإسلام بتكليف الأشخاص الاعتباريين وإيقاف التوجيه السياسي للدين .
وقال الدكتور هلالي: إن العلاقة بين الله سبحانه وتعالى وعبده لا يجوز أن يتدخل فيها أحد يدّعي الوصاية، أو يملي أحد أو طرف أو جهة أو حزب إرادته في هذه العلاقة لأنها علاقة خالصة لوجه الله وللدين المحكوم بالنص والسنة النبوية، وكما يفهمها ويدركها العبد، وبخاصة أن الله يحاسب عبده بأعماله لا بأعمال غيره ووفقاً لمداركه، كما في قوله تعالى: “كل نفس بما كسبت رهينة”، موضحاً أن الدين هو النص الثابت الذي لا يتغير، أما ما تفهمه أنت فهو يمثل رأيك وليس ديناً، واستشهد بقول الإمام الشافعي، رحمه الله، ''قولي صحيح يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب''، وهو أمر يقتضي اتساع الصدر لفهم الآخر، كقوله تعالى “وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمدَتْ قُلُوبُكُم”، فضلاً عن أن الحديث النبوي الشريف كما في الصحيح ينص على أنه “إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر” .
وبيّن الخطأ الكبير الذي يقع فيه الكثير من الناس، سواء من العامة أو من المتعلمين، وهم يرفعون شعار أن “الإسلام هو الحل” لمعالجة أزماتهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية، كما يحدث في مصر مثلاً، في حين أن الدين الإسلامي الحنيف في النص القرآني المقدس والسنة النبوية الشريفة يحثّ بني آدم أنفسهم على إيجاد الحل لإعمار الأرض والاجتهاد بما يخدم الإنسانية، لهذا فإن الحلول للأزمات التي تعانيها أمتنا هي من مسؤولية السياسيين وليس من خلال شعار “الإسلام هو الحل” . وأضاف أن الإنسان قادر على سنّ القوانين والعقود والعهود لمعالجة أزماته الراهنة والمستقبلية، وبخاصة أن الإسلام هو الذي يدعونا، من خلال الاجتهاد، إلى إيجاد الحلول وإعمار الأرض، وتطرق الهلالي إلى اختلاف آراء الفقهاء المسلمين في رؤيتهم للقضايا المختلفة، مشيراً إلى أن هذا الاختلاف يمكن توظيفه لخدمة المجتمع وفق الظروف التي يمر بها، ومن الجدير بالذكر أن الأستاذ الدكتور سعد الدين مسعد هلالي سيلقي خطبة الجمعة في مسجد الشيخة فاطمة بنت مبارك بمدينة محمد بن زايد في أبوظبي .