«مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية» ورسالته في العام الجديد
- 5 يناير 2014

حمل «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية»، أمانة الوفاء لقيادة الدولة الرشيدة، ولشعبنا وأمتنا، في المثابرة والعمل الدؤوب والتفاني في التضحيات، من أجل إعلاء الصرح الشامخ لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتنفيذاً للمقولة التاريخية لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وهي «إن الإمارات أمانة في عنق كل منا، والأمانة هي أن نظل نحافظ عليها»، بل ظلت الكلمات المأثورة والحكيمة في العمل والتفاني من أجله، للمغفور له القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ماثلة أمام إدارة «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية»، وجميع العاملين فيه، ومنها قوله طيب الله ثراه: «لن نتوقف أبداً عن خطواتنا من أجل طموحاتنا وآمالنا، وإننا ندعو المواطنين إلى التفاني في حب هذا الوطن وخدمته وتحمل المسؤولية على الوجه الأكمل، ومضاعفة العمل من أجل خير المواطن وأهله ودولته».
نعم، منذ عام 1994، و«مركز الإمـارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية»، لم ولن يألو جهداً في تقديم عطائه الذي تركز على عدد من القضايا الرئيسية، من أبرزها: ترسيخ قيم العمل والبحث في كل ما يمكن تقديمه من بحوث استراتيجية ودراسات استشرافية وورشات عمل ومؤتمرات علمية وعالمية متخصصة، وغير ذلك من النشاطات، وكان الداعم الرئيـسي لها، الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية؛ من أجل دعم تنمية مستدامة وشفافة وكفوءة ومتسارعة في المجالات كافة: السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والبيئية، وغيرها لدولة الإمارات العربية المتحدة. أما القضية الثانية، فتتمثل في التركيز على القضايا والأحداث على اختلاف أنواعها، في المحيط الإقليمي ذي العلاقة بدولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وبلداننا العربية كافة. فيما تركز العمل على القضية الثالثة، على كل ما يهم الشأن العالمي والإنساني، من أحداث وتطورات عالمية مهمة، فضلاً عن أهمية العمل من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان واحترام إنسانيته، أياً كان هذا الإنسان وبصرف النظر عن الجنس والعرق والدين والقومية واللغة واللون، وغير ذلك، انطلاقاً من الرسالة الإنسانية التي حملتها القيادة الحكيمة ودولتنا الإنسانية، ومن أجل هذا، فقد حرص «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية»، على متابعة حقوق الإنسان في أي بلد في العالم، بهدف الدفاع عنها ضمن المعايير الدولية والإنسانية، ويتابع شؤون اللاجئين بسبب الحروب والكوارث والتهجير القسري أو غير المشروع... ويراقب عن كثب جميع أشكال الاتجار بالبشر وبالكرامة الإنسانية، ثم لم يغفل في البحث عن كل ما من شأنه تهديد البيئة الإنسانية وكيفية المحافظة عليها.
نعم، لقد كانت المهمات التي اضطلع بها «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية» كثيرة جداً، بل إن سعادة الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام المركز، ما برح يؤكد في كل مناسبة ضرورة مضاعفة الجهد وبذل مزيد من الطاقات وبشكل يفوق نظيرها في البلدان المتقدمة، انطلاقاً من أن العالم المتقدم، قد استكمل حلقات كبيرة في ردم فجوات الخلل في تنمياته الحضارية، غير أننا بحاجة إلى ردم ما تبقى من فجوات ما زالت قائمة بيننا وهذه الدول المتقدمة، وإن غدت هذه الفجوات صغيرة، خاصة بعد أن أصبحنا في مقدمة الدول المتقدمة في عالمنا المعاصر، فاليوم وبفضل من الله سبحانه وتعالى، وبهمة قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة التاريخية، نتربع كشعب هو من أسعد شعوب الأرض في عالمنا المعاصر، في الرفاه الاجتماعي والاقتصادي والتكنولوجي، وفي الطريق للوصول إلى أعلى مراتب سلم مجتمعات المعرفة المتقدمة في العالم، بإذن الله عزّ وجلّ كذلك.