في محاضرة مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية رقم (645) السفير الألماني بيتر فيشر: التعاون الإماراتي- الألماني يحقق إضافة نوعية لمصلحة البلدين والعالم

  • 24 يناير 2019

نظم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، مساء يوم الأربعاء الموافق 23 يناير 2019، محاضرته رقم (645) بعنوان "أبرز التحديات العالمية والإقليمية: وجهة نظر ألمانية"، ألقاها السفير بيتر فيشر، سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، بحضور لفيف من الكتاب والباحثين والمفكرين والصحفيين، وذلك في قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بمقر المركز في أبوظبي.

في مستهل المحاضرة، وجَّه السفير فيشر الشكر إلى سعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية لدعوته إلى إلقاء المحاضرة، مثمِّناً الدور الذي يقوم به المركز في إثراء البحوث الاستراتيجية والفكرية عبر المحاضرات والندوات المتخصصة.

ثم قدم السفير الألماني لمحة عن ألمانيا الاتحادية مشيراً إلى أنها تقع في قلب أوروبا، ومحاطة بتسع دول أوروبية، وهي جمهورية ديمقراطية، تتكون من 16 ولاية اتحادية، على غرار النظام الاتحادي لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتتمتع ألمانيا بنظام ليبرالي على الصعيدين السياسي والاقتصادي، مثلها في ذلك مثل العديد من دول الغرب.

ثم انتقل السفير فيشر إلى الحديث عن رؤية السياسة الخارجية لألمانيا الاتحادية، مشيراً إلى أن هناك العديد من التحديات التي تواجه العالم خلال المرحلة الحالية، تتطلب توافقاً دولياً كبيراً، ولكن المشكلة في هذا الصدد أن العالم بات يشهد انقسامات على مستويات عدة، بما فيها السياسات الخارجية للدول المختلفة، والقضايا الخاصة بالشؤون الأمنية، والاقتصاد والتكنولوجيا، كما أن هناك العديد من الدول التي تعاني الانقسامات الداخلية. وهذه المعطيات تجعل من الصعوبة بمكان، إيجاد حلول للقضايا الدولية والمشكلات المختلفة، بما في ذلك قضايا الاستدامة، والعلاقات التجارية، والاستثمار، وحفظ السلام، وأكد السفير الألماني أن بلاده ترى أن الإدارة الجيدة للقضايا الدولية أمر ضروري؛ من أجل الحفاظ على الاستقرار والسلام الدوليين. وأن سيادة قانون الغاب الذي يأكل فيه القوي الضعيف لن تؤدي إلا إلى فوضى دولية عارمة، مشيراً إلى أن بعض القوى الدولية تريد العمل بشكل منفرد، وتعيق الترتيبات الأمنية الدولية والاتفاقيات الخاصة بالتسلح والقضايا الاقتصادية، وقال فيشر إن السياسة الخارجية الألمانية تريد منع الصراعات الدولية، مشدداً على أنه إذا لم نغير من توجهاتنا فإننا قد نواجه مزيداً من المخاطر، ومضيفاً أنه يجب أن نستبق الصراعات للحد منها وألا تكون مبادراتنا مجرد ردود أفعال متأخرة، فالعالم يحتاج إلى سياسة وقائية تتضمن نظم استشعار مبكر للأزمات والمشكلات. وقد بذلت ألمانيا العديد من الجهود في سبيل تحقيق الاستقرار الدولي، كما يقول فيشر، ومنها على سبيل المثال، التدخل الإنساني في سوريا، عبر تقديم المساعدات وإزالة الألغام والمساهمة في القضاء على الجماعات المسلحة ومد الطرق وفتح المدارس والمستشفيات، ثم بعد ذلك تعزيز المصالحة والتأكد من التمثيل العادل لمختلف شرائح المجتمع ودعم الدستور، كما قامت ألمانيا باستقبال أعداد كبيرة من اللاجئين.

ثم أشار السفير الألماني إلى أن الاستقرار في منطقة الخليج العربي أمر في غاية الأهمية بالنسبة إلى ألمانيا التي تولي اهتماماً كبيراً بهذه المنطقة، والمحافظة على الاستقرار فيها، وأشار إلى أن الاتفاق النووي مع إيران هو أمر جيد، حيث يمنع حصول طهران على السلاح النووي، وألمانيا لديها العديد من العقوبات على إيران ولكن نهجها لا يعتمد على ممارسة أقصى درجات الضغط، ولكن العمل بنظام الحوافز أيضاً، وقال السفير الألماني إن بلاده تدعم جهود الأمم المتحدة في اليمن، وتسعى لإنهاء الأزمة هناك.

وقال فيشر في ختام محاضرته إن الإمارات وألمانيا تتمتعان بنظام اقتصادي مفتوح، وحجم التجارة المشتركة بينهما كبير جداً، كما يولي البلدان الإنسان والاستثمار في الموارد البشرية أهمية كبيرة، كما أن دولة الإمارات العربية المتحدة وألمانيا، تتقاسمان الرؤية نفسها بشأن المجتمع المستدام القائم على المعرفة، والمتعدد الثقافات، والمتسامح، الذي يحافظ على مستويات عليا من التواصل مع العالم. وبذلك، ثمة العديد من فرص الشراكة بين البلدين، مؤكداً أن ألمانيا والإمارات يمكنهما عبر التعاون المشترك تحقيق إضافة نوعية إلى مصلحة شعبي البلدين والعالم كله.

 

.

الفعاليات المقبلة

إصدارات