في محاضرة مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية رقم (716) باحثة مغربية: القيادة الرشيدة تلعب دوراً مهماً في تحقيق التنمية المستدامة
- 28 نوفمبر 2019

بحضور سعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، وسعادة محمد آيت وعلي سفير المملكة المغربية لدى الدولة، وجمع من المفكرين والكتاب والصحفيين وبعض الدبلوماسيين، نظَّم المركز محاضرته رقم (716) بعنوان "دور القيادة في تحقيق التنمية المستدامة"، التي ألقتها الباحثة المغربية الأستاذة سكينة توفيق، وذلك يوم الأربعاء، الموافق 27 نوفمبر 2019، في "قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان"، بمقر المركز في أبوظبي.
واستهلت الأستاذة سكينة توفيق محاضرتها بتوجيه جزيل الشكر إلى سعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام المركز، على دعوتها إلى إلقاء هذه المحاضرة، مثمّنةً الدور الذي يقوم به سعادته في إدارة هذا الصرح البحثي الكبير، الذي يعد أحد أهم المراكز البحثية، ليس في دولة الإمارات العربية المتحدة فقط، وإنما في منطقة الشرق الأوسط والعالم أيضاً، في ظل دوره الحيوي والمهم في دعم صانع القرار وفي خدمة المجتمع، من خلال أنشطته العديدة والمتميزة.
وتناولت الأستاذة سكينة توفيق، في بداية المحاضرة، أهداف التنمية المستدامة، وقالت إنها مجموعة من الأهداف التي وضعتها الأمم المتحدة، والتي تُعرف أيضاً باسم الأجندة العالمية 2030، وهي عبارة عن 17 هدفاً تمثل رؤية ودعوة عالمية؛ للعمل من أجل القضاء على الفقر، وحماية كوكب الأرض، وضمان تمتع جميع الشعوب بالسلام والازدهار بحلول عام 2030، وذكرت الباحثة أن هذه الأهداف السبعة عشر تستند إلى ما تم إحرازه من نجاحات في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية (2000-2015)، كما تشمل 3 مواضيع رئيسية، وهي المواضيع البيئية، والاجتماعية، والاقتصادية، وهذه الأهداف تشمل 169 غاية، و233 مؤشراً.
وأشارت الأستاذة سكينة توفيق إلى أن هناك العديد من التعريفات لمفهوم التنمية المستدامة، لكن التعريف السائد والشائع له ذلك المستخدَم على نطاق واسع في التقرير الذي نُشِر في أثناء عقد لجنة برونتلاند في عام 1987 "مستقبلنا المشترك"، وهو: يقوم مفهوم التنمية المستدامة على التوجه نحو استمرارية نمو المكاسب مع المحافظة على الموارد المتاحة للأجيال القادمة. وذكرت أن هناك مجموعة من الأمور من المطلوب تنميتها، مثل الأفراد، وبقاء الأطفال على قيد الحياة، ومتوسط العمر المتوقع، والتعليم، والعدالة، والثروة، والموارد، والاستهلاك، والمؤسسات، ورأس المال، والمدن، والقدرات البشرية، وغيرها، فيما هناك مجموعة من الأمور الأخرى المطلوب استدامتها، مثل الأرض، والتنوع البيولوجي، والأنظمة البيئية، وحفظ الحياة، والطاقة، والمصادر الطبيعية، والثقافات، والتنوع، والطاقة البشرية. وأوضحت الأستاذة سكينة توفيق أن الطموح إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة يقوم على حل مجموعة من المشكلات التي ترتبط بالبيئة (التلوث- التغيرات المناخية- المحافظة على الطاقة- إعادة التصنيع)، والاقتصاد (البنية التحتية- القروض الصغيرة- استثمار الأموال- المقاولات الصغيرة)، والمجتمع (الفقر- العنف- العدالة الاجتماعية- التغطية الصحية).
وعقب ذلك تناولت الأستاذة سكينة توفيق مفهوم القيادة، وقالت إن القيادة عملية تتضمن تحديد الأهداف المراد تحقيقها، والتأثير في جهود الآخرين، وتوجيهها؛ وذلك باتباع الأسلوب القيادي الملائم لإنجاز الأهداف المحددة. وتحدثت عن أهمية القيادة، مشيرةً إلى دورها في تحقيق العمل الجماعي، وتأثيرها الإيجابي، وتحقيق التغيير نحو الأفضل، والسيطرة على مشكلات العمل وحلها، وغير ذلك. وأكدت وجود فارق كبير بين المدير والقائد، مشيرة إلى أن الأخير يملك مجموعة من المهارات الرئيسية من بينها الرؤية الرشيدة والجرأة والفضول والثقة والمصداقية.
وقد حرصت الأستاذة سكينة توفيق على توضيح الفرق بين القيادة المستدامة والقيادة التنموية، وذكرت أن القيادة المستدامة هي الممارسات التي يقوم بها القائد لإلهام الأفراد، ودعم العمل نحو مستوى أفضل، وذلك من خلال تبني طرق جديدة، واستخدام حلول مبتكرة ومستدامة لحل المشاكل وتحسين النتائج وإحداث تغيير عميق. أما القيادة التنموية؛ فهي تلك العملية التي يقوم من خلالها القائد بإلهام الموظفين لتحسين أدائهم بشكل مستمر، ومن ثم تزويدهم بالمهارات
والمعرفة والفرص التي يحتاجون إليها لتطوير أنفسهم وتحسين أدائهم.
وتناولت الباحثة المغربية الأستاذة سكينة توفيق دور القيادة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مشيرةً إلى أن القيادة تقوم بتوحيد الجهود؛ ما يؤدي إلى تحقيق الأهداف، كما تسهم في تجسيد معايير المواطنة الفاعلة لتحقيق التنمية من خلال تكريس مبدأ التطوع وخدمة المجتمع، وتسهم القيادة أيضاً في إعداد خطة ناجحة مبتكرة بمقاربة تشاركية ومسؤولة، كما تسهم في الإبداع وابتكار حلول ناجحة عبر استراتيجية مدروسة.