في محاضرة مركز "الإمارات للدراسات" رقم (745) القدسي: الشيخ زايد آمن بحرّية الإعلام كما آمن بحرّية المواطن
- 1 مارس 2020


نظم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، مساء يوم الأربعاء الموافق 26 فبراير 2020، في مقره بمدينة أبوظبي، محاضرته رقم (745) تحت عنوان "الإعلام في فكر ورؤية الشيخ زايد"، ألقاها الدكتور محمد القدسي، مستشار إعلامي ومحاضر، من دولة الإمارات العربية المتحدة، وحضرها لفيف من الخبراء والكتاب والإعلاميين والمهتمين، وعدد من الدبلوماسيين المعتمدين لدى الدولة.
وفي مستهل محاضرته، وجَّه القدسي الشكر إلى سعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، لدعوته إلى إلقاء هذه المحاضرة، وإتاحة الفرصة له للحديث عن القائد المؤسس، المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أبدى اهتماماً كبيرا بمجال الإعلام، وعدَّه ركناً من أركان تأسيس دولة الاتحاد.
وتناول القدسي في محاضرته المبادرة الأولى لانطلاق أول بث إعلامي في دولة الإمارات العربية المتحدة، في شهر فبراير 1969، على يد المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إيماناً منه بضرورة وجود جميع النظم الإعلامية؛ لأهميتها في المشاركة البنَّاءة والفعَّالة في نقل المعرفة والتواصل مع العالم؛ حيث افتتح، رحمه الله، عندما كان حاكماً لإمارة أبوظبي، أول إذاعة ليلحقها في العام نفسه صدور جريدة الاتحاد، تزامناً مع الاجتماع الرابع للمجلس الأعلى للاتحاد التساعي في أبوظبي. وفي إطار مواكبة التطورات العالمية في مجال الإعلام افتتح الشيخ زايد، طيب الله ثراه، تلفزيون أبوظبي الملون عام 1975، الذي أسهم في تغطية الكثير من الأحداث والمؤتمرات والقضايا الساخنة في العالم العربي جنباً إلى جنب تغطية جميع المشروعات والأحداث الداخلية بما يصب في بناء الوطن والمواطن، وإعلاء الصرح الاتحادي للأجيال القادمة.
كما سلَّط القدسي الضوء على رؤية الشيخ زايد، طيب الله ثراه، للإعلام كوحدة متكاملة تقوم بدورها في بناء الوطن، إلى جانب ترجمة صورة الاتحاد المرتقب، وإيمانه بأن الإعلام سلاح قوي لا يقل دوره عن دور الجيوش في حماية الأوطان. ومن هذا الفكر انبثق حرص الشيخ زايد على دعم الإعلام وتطوير وسائله وأنظمته باستمرار لتمكينه من أداء مهامه الوطنية والخارجية بكل احتراف.
وتطرق المحاضر إلى سنوات عمله إلى جانب الشيخ زايد، طيب الله ثراه، لمدة 34 عاماً في جميع نشاطاته وفعالياته داخل الدولة وخارجها. كما تحدث بعمق عن المحطات التاريخية التي جابتها الإمارات السبع في عالم الإعلام، من انطلاقات إعلامية إلى افتتاح أكبر وأضخم الإذاعات والقنوات الفضائية، استناداً إلى مسار التطوير الذي انتهجته لتكون أنصع مرآة تمثل دولة الإمارات، كما أرادها الشيخ زايد. وشدَّد القدسي على المواقف الإعلامية لرائد الإعلام، طيب الله ثراه، التي وصفها بالمشرّفة والحافلة بالإنسانية والعطاء والدعم، ولعلّ أبرزها كان تقوية البث الإذاعي، وحرصه على نقل صورة صحيحة عن جبهتي الحرب في مصر وسوريا خلال حرب أكتوبر 1973، وأفكار البرامج التي طرحها وأسهمت في صقل الأجيال بالنصائح والإرشادات.
واختتم القدسي محاضرته بعرض بعض أقوال المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، المأثورة، التي تختزل رؤيته لحرية الصحافة في مجال الإعلام، ومن بينها أن "من واجب الصحافة أن تنتقد، ونحن نرحب بالنقد البناء؛ لأننا نريد أن نبني بلدنا، ونحن نؤمن في هذا المجتمع بحرية المواطن كما نؤمن بحرية الصحافة"، وأن "على الصحفي أن يجند نفسه لأمته، وأن يتبع الأسلوب السليم للإقناع من دون تجريح".