في محاضرة مركز "الإمارات للدراسات" رقم (743) ابن ققه: استشراف المستقبل العربي يجب ألا يكون أسير اللحظة الراهنة
- 20 فبراير 2020


نظم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، مساء يوم الأربعاء الموافق 19 فبراير 2020، في مقره بمدينة أبوظبي، محاضرته رقم (743) تحت عنوان "العالم العربي: مشكلة المسارات وإشكالية المصائر"، ألقاها الأستاذ خالد عمر بن ققه، كاتب وصحفي، الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، وحضرها لفيف من الخبراء والكتاب والإعلاميين والمهتمين وعدد من الدبلوماسيين المعتمدين لدى الدولة.
وفي مستهل محاضرته، وجه ابن ققه الشكر إلى سعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، على توجيه الدعوة له لإلقاء هذه المحاضرة، وإتاحة الفرصة له للحديث عن موضوع حيوي يحظى باهتمام كبير من قبل الشعوب العربية على مستوى النخبة، ومستوى الجماهير في الوقت نفسه، وأثنى على الدور الحيوي الذي يقوم به المركز بصفته أحد مراكز التفكير المهمة على مستوى العالم العربي، مشيراً إلى أنه بات منارة إماراتية علمية يفخر بها كل العرب، مضيفاً أن دولة الإمارات العربية المتحدة تنتقل اليوم من حالة توظيف الجهد البشري إلى فتح الأبواب استيراداً وتصديراً للقضايا المعرفية، التي توفر بيئات مناسبة للتنافس، بما فيها البحث في قضايا الإمارات، مؤكداً أن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية يمثل منجزاً مهماً في هذا السياق.
وأكد ابن ققه أن تحليل المسارات السياسية العربية الراهنة يقودنا إلى القول إن نتائج سياسية وعسكرية تظهر على الأرض في دول عربية يمكن أن نطلق عليها "دول الحرب"، وتشمل كلاً من: سوريا، والعراق، واليمن، وليبيا، والصومال، وهذه الدول مساراتها ليست واحدة وإن كانت متشابهة من ناحية الحرب الأهلية. وهناك مجموعة من الدول يمكن أن نطلق عليها "دول السلم" وتشمل كلاً من: جزر القمر، وجيبوتي، وموريتانيا، والمغرب، والكويت، ودولة الإمارات العربية المتحدة، والسعودية، والبحرين، وقطر، وسلطنة عُمان، وهذه الدول أيضاً مساراتها مختلفة فيما بينها ومختلفة مع الدول الأخرى وإن ادعت غير ذلك. وفي منطقة وسطى هناك مجموعة دول التغيير الشعبي، وهذه الدول مساراتها باتجاه التغيير ليست واحدة سواء على مستوى الداخل، أو على مستوى مواقفها الخارجية وعلاقاتها الداخلية.
وشدد ابن ققه على قضايا عدة مهمة ذات صلة جوهرية بقضية المسارات السياسية العربية، يتمثل أبرزها في إشكالية الانهيار الكامل لتيار الإسلام السياسي، ومحاولة التعايش مع الآخر طوعاً أو كرهاً، والخوف من الفضاء الجغرافي، والتنكر للماضي القريب، وتعدد الأفهام للقضايا المشتركة، وأشار في هذا الإطار إلى أنه ليس هناك اتفاق، ولو بدرجة دنيا، على التعامل مع تيار الإسلام السياسي، مضيفاً أنه علينا النظر بدقة في مشروعية الدولة الوطنية نفسها، ومؤسساتها الدينية.
وتطرق المحاضر إلى قضية المشاريع الوحدوية العربية بأشكالها المختلفة؛ الفاشلة والناجحة، خلال العقود السبعة الماضية إبان الثورات ضد المستعمر وخلالها وفي مرحلة الاستقلال، فأكد في هذا الإطار أن هذه المشاريع مثلت قضايا كبرى لأمتنا العربية، وقوّت من الدولة الوطنية الرافضة للرؤية الاستعمارية القائمة على التقسيم. وقال ابن ققه إن هذه التجارب الوحدوية تعد بمنزلة صرخة المستنجد بدينه وتاريخه وثقافته وبني جنسه، على الرغم من أن الكثير من هذه المشاريع لم يعد أصلاً موجوداً.
وختم ابن ققه حديثه بالتأكيد أن استشراف المستقبل العربي، لجهة توقع مصائرنا، يجب ألا يكون أسير اللحظة الراهنة، مشدداً على أن تأسيس هذه المصائر يتطلب حل الإشكاليات الجوهرية للمسارات السياسية العربية الحالية، مركزاً على الضرورة الحاسمة لدعم القضية الفلسطينية بشكل غير مشروط.