في محاضرة مركز "الإمارات للدراسات" رقم (721) كاتب كندي: الأوروبيون سعوا لاستخدام الإخوان لمواجهة الشيوعية
- 12 ديسمبر 2019
- English


بحضور سعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، وفي إطار أنشطته العلمية والبحثية، نظم المركز في مقره بأبوظبي يوم الأربعاء، الموافق 11 ديسمبر 2019، محاضرته رقم (721) بعنوان "الإخوان المسلمون في أوروبا: النشأة والتطور"، ألقاها الأستاذ إيان جونسون، كاتب حائز على جائزة بوليتزر، كندا.
وفي البداية، وجه الدكتور إيان جونسون الشكر إلى مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية على دعوته وإتاحة الفرصة له لإلقاء هذه المحاضرة.
ثم استهل الأستاذ إيان جونسون حديثه ببيان أسباب اهتمامه بموضوع الإخوان حيث كان يترأس مجموعة من الصحفيين الذين يتحدثون عن الإرهاب بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر؛ فأثار فضوله الاهتمام بأحد مساجد ميونخ، لذا قرر دراسة هذا الموضوع وبدأ بتتبع تاريخ هذا المسجد.
ثم عرض الأستاذ جونسون للمنهج الذي اتبعه في تنفيذ هذا المشروع البحثي الخاص بأصول وجود الإخوان المسلمين في أوروبا وتطور حركتهم هناك، حيث اعتمد على: أولاً، الأرشيف الحكومي في ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وسويسرا، والمملكة المتحدة؛ ثانياً، الأرشيف الشخصي الذي تضمن أوراقاً ووثائق ومراسلات لباحثين ومختصين بتاريخ الجماعات الإسلامية في أوروبا وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين؛ ثالثاً، المقابلات الشخصية الشفوية مع 46 شخصاً من جمهورية مصر العربية وفرنسا وألمانيا، وإيران وإيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.
ثم شرع في الحديث عن تاريخ جماعة الإخوان المسلمين في أوروبا؛ حيث شكلت القارة منذ أكثر من 65 عاماً، قاعدة للجماعة تنطلق منها عملياتها تجاه العالم العربي. وكان السؤال الذي حيره هو: لماذا تم بناء المسجد في ميونخ جنوب ألمانيا؟ ووجد بعد دراسة مستفيضة أن الأوروبيين كانوا يريدون توحيد المسلمين عبر بناء هذا المسجد، لمواجهة الاتحاد السوفيتي الذي كان يسيطر على شرق ألمانيا، فتم نقل المسلمين الى ولاية بافاريا، للاستفادة منهم. وعندما بدأت الحرب الباردة، كان هناك صراع على النفوذ وكان العالم الإسلامي من بين أهم هذه المناطق؛ وتبلورت فكرة لدى الأوروبيين هي أنه يمكن استخدام المسلمين لمصلحتهم؛ وكان الرئيس الأمريكي أيزينهاور، برغم عدم تدينه، مهتماً باستخدام الدين لمواجهة الشيوعية؛ وأصدرت الـ سي آي إيه منشوراً تبين فيه كيف يمكن تحقيق ذلك.
وتطرق المحاضر بشيء من التفصيل إلى دور سعيد رمضان، أحد مؤسسي الجماعة في أوروبا، الذي التقى شخصيات من السي آي إيه؛ وكان الأمريكيون يصفون رمضان بأنه شخص ذكي، ولكن طبيعته كانت دائماً تضع الدين فوق كل شيء؛ ومع ذلك وجد الأمريكيون أنه يمكن الاعتماد عليه فتم تكليفه بمشروع بناء المسجد.
ثم تحدث جونسون بالتفصيل عن الجهود التي بذلتها الجماعة للتوسع ومن بينها اجتماع بحيرة لوجانو عام 1977، من قبل المعهد الدولي للفكر الإسلامي، حيث ساعد يوسف ندى وآخرون الإخوان على تنظيم أنفسهم، والقيام بأنشطة لتقوية الروابط بينهم؛ لذا لا غرابة أن نجد أن مجموعة مكونة من خمسين قائداً أـو أكثر يسيطرون على شبكة الإخوان في أوروبا. ومن هنا شكّل مسجد ميونخ أول مركز إسلامي في ألمانيا منطلقاً للإخوان إلى بقية الدول الأوروبية؛ وتحول المسجد إلى "التجمع الإسلامي في ألمانيا"، وأصبح بدوره عضواً مؤسساً لاتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، الذي أسس المجلس الأوروبي للبحوث والإفتاء لتقوية تفسيراته للإسلام.