في محاضرة "مركز الإمارات للدراسات" رقم (700) السعيد: كتاب "المرأة والتنمية" للدكتور جمال السويدي داعم لقضايا المرأة العادلة
- 10 أكتوبر 2019


نظم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية محاضرته رقم (700)، بعنوان "قراءة في كتاب المرأة والتنمية"، ألقتها الدكتورة نجاة السعيد، باحثة في الإعلام السياسي والتنمية من المملكة العربية السعودية، تلا المحاضرة توقيع سعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، كتابه الجديد "المرأة والتنمية"، بحضور لفيف من المفكرين والإعلاميين والخبراء والأكاديميين، وذلك مساء يوم الأربعاء، الموافق 9 أكتوبر 2019 في قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بمقر المركز في أبوظبي.
استهلت الدكتور نجاة السعيد محاضرتها بتقديم الشكر لسعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، مثمنة الدور الحيوي الذي يقوم به المركز، مشيرة إلى الأسباب المعنوية والعملية التي جاء لأجلها تأليف الكتاب، الهادف إلى تعزيز دور مشاركة المرأة في القوى العاملة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية ولاسيما في دول قليلة السكان، الأمر الذي أوجد الحاجة الماسة إلى تأهيل وتعبئة مواردها البشرية، مؤكدة أن تأليف كتاب داعم لقضايا المرأة العادلة ليس بالأمر السهل، وبالتالي فإن هذا الكتاب يعدّ إنجازاً جديداً لمؤلفه الذي أثرى المكتبة العربية بمؤلفات عالجت قضايا حيوية واستراتيجية عدّة.
وحول الفصل الأول من الكتاب، والخاص بالمرأة والتنمية: محددات الدور والتأثير، تحدثت السعيد عن نقاط رئيسية عدّة في هذا الصعيد؛ أهمها: الدين والتنمية، الذي تطرقت خلاله إلى سيطرة الفكر الظلامي للأصوليين واندثار الفكر التنويري للدين، ودور الأصوليين في تهميش دور المرأة. ثم محور التعليم والتنمية، الذي أشارت فيه إلى أهمية نوعية التعليم وتعزيز دور المرأة في التنمية في المناهج التعليمية، وتوفير المهارات المطلوبة التي يحتاجها سوق العمل. ثم محور المرأة في دول العالم النامي، الذي أشارت فيه إلى أن مشاركة المرأة في قوة العمل في الدول النامية تصل إلى 68% لكنها تتدنى لتصل إلى 19% في الدول العربية، وإلى مشاركة النساء في أنشطة اقتصادية غير معترف بها في الإحصاءات الرسمية.
وحول محور العوامل الاجتماعية والثقافية التي تحدّ من دور المرأة في بعض المجتمعات العربية، استعرضت السعيد دور التنشئة التقليدية في نظرة المجتمع للمرأة، والعزلة الاجتماعية للمرأة، والتي أدت إلى العزلة السياسية والاقتصادية، وتأثير فكر الدين الأصولي على قناعات المرأة. وفي حديثها عن الفصل الثاني من الكتاب حول المرأة والدين، تطرقت السعيد إلى دور الإسلام بتحويل شبه جزيرة العرب من الوضع العشائري إلى القانوني ووضع قوانين إسلامية للزواج والطلاق والميراث، ومنها القوانين الخاصة بتعدد الزوجات، مشيرة إلى تعدد التفسيرات لآية القِوامة: "الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم".
وأشارت السعيد في حديثها عن الفصل الثالث من الكتاب، وعنوانه: المرأة في دول الخليج العربي، إلى مجموعة مؤشرات تتعلق بوضع المرأة في دول الخليج، من حيث التعليم والقوى العاملة، والمعوقات والتحديات التي تواجه مشاركة المرأة الخليجية في سوق العمل؛ حيث تطرقت إلى بيانات إحصائية خاصة بتطور نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل بدول الخليج خلال الفترة (2000-(2017، ونسبة مشاركة المرأة في قوة العمل والتوزيع القطاعي للإناث العاملات في دول الخليج في عام 2017، والفجوة بين الجنسين في سوق العمل بدول الخليج: المشاركة في الوظائف القيادية والعليا، وتطور نسبة بطالة المرأة في دول الخليج (2000-2017)، لتختم حديثها حول المعوقات والتحديات التي تواجه مشاركة المرأة الخليجية في سوق العمل، وأهمها: التحديات المرتبطة بالعادات الاجتماعية، والتحديات المتعلقة بالقدرة على المواءمة بين المسؤوليات الأسرية واحتياجات سوق العمل، والتحديات المرتبطة بسوق العمل، والتحديات المؤسسية.
وفي معرض حديثها عن الفصل الرابع "الشيخ زايد والمرأة.. الرؤية والإنجاز"، تطرقت السعيد إلى موقع المرأة في فكر المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والسياسات والبرامج التي اعتمدها- رحمه الله- في ذلك، والاستراتيجيات التي سارت على أساسها كل هذه الإنجازات، مشيرة إلى مقولة لسموه: "لا شيء يسعدني أكثر من رؤية المرأة، وهي تأخذ دورها المتميز في المجتمع، ويجب ألا يعيق تقدمها شيء". وفي نهاية المحاضرة، وللحديث عن أهم ما يميز كتاب "المرأة والتنمية"، استشهدت السعيد بمقولة لمؤلف الكتاب، الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي: "تجنبتُ الخوض في استعراض مسهب لمعظم الدراسات الغربية حول مكانة المرأة في منطقة الخليج العربي، حيث إن معظم هذه الدراسات تركز على الفكرة الساذجة القائلة إن التحديث يستوجب التغريب"، مؤكدة السعيد أن الكتاب انتصر إلى الرؤية المعتدلة في النظر إلى قضايا وحقوق المرأة، القائمة على التوفيق بين مستلزمات المحافظة على التقاليد المحلية وتحديات التحديث، حيث إن التحديث هنا لا يعني التغريب، وإنما القدرة على امتلاك أدوات التنمية المستدامة، الذي لا يتم إلا من خلال مشاركة المرأة فيها.