في محاضرة "مركز الإمارات للدراسات" رقم (698) الدكتور حمد الغافري: الدولة تبذل جهودا كبيرة لمواجهة الإدمان

  • 3 أكتوبر 2019

بحضور سعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، نظم المركز محاضرته رقم (698)، بعنوان: "الإدمان على المؤثرات العقلية والمخرجات العلاجية"، ألقاها سعادة الأستاذ الدكتور حمد عبدالله الغافري، مدير عام المركز الوطني للتأهيل بدولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك مساء يوم الأربعاء الثاني من أكتوبر 2019، في قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بمقر المركز في أبوظبي.

في بداية المحاضرة وجه الدكتور حمد عبدالله الغافري، الشكر إلى سعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، على دعوته لإلقاء هذه المحاضرة في رحاب مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، مثمناً جهود سعادته في إدارة هذا الصرح البحثي الكبير وفي إثراء الساحتين الثقافية والفكرية بإسهامات فكرية وعلمية متميزة، مشيداً بالدور الذي يقوم به المركز في خدمة المجتمع عبر ما ينظمه من محاضرات ومؤتمرات، وفي دعم صانع القرار من خلال ما يقدمه من معلومات وتقارير ودراسات علمية.

وقد استهل المحاضر محاضرته بالإشارة إلى الوضع العالمي والمحلي للمخدرات، مشيراً إلى أن الدراسات العالمية توضح أن نحو 271 مليون شخص أو ما يعادل 5.5% من سكان العالم الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و64 سنة قد استخدموا المواد غير المشروعة (ما عدا الكحول) مرة واحدة على الأقل في عام 2017، وأن نحو 585 ألف شخص ماتوا نتيجة تعاطي المخدرات، وأنه ما بين عامي 2009 و2016 تم الإبلاغ عن 739 مادة مخدرة جديدة، وفي عام 2015 ظهر ما يقارب من 500 مادة جديدة في السوق العالمي. كما تشير تقارير مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة إلى أن مرض الإدمان على المخدرات يستهلك 2% من إجمالي الدخل القومي للدول، وبهذه النسبة يمكن لدولة الإمارات بناء 3 مساجد مثل مسجد الشيخ زايد، وبناء 10 جسور مثل جسر الشيخ زايد، وإنقاذ 66 مليون طفل من المجاعة في العالم لمدة سنتين.

وقد ركز المحاضر على الإدمان كمرض مزمن يصيب الدماغ، له تأثيرات ومضاعفات على النفس وعلى السلوك الشخصي والاجتماعي، مشيراً إلى وجود تكلفة اقتصادية واجتماعية لهذه القضية، كما تحدث عن دوافع الإدمان المتمثلة في ضعف الوازع الديني، والتفكك الأسري، والشعور بالفشل، والتقليد الأعمى ومحاكاة أصدقاء السوء، والفراغ والبطالة، والجهل بمخاطر المخدرات التي يُقدم البعض على تعاطيها من قبيل التسلية والترفيه، والهروب من المشاكل ومحاولة نسيانها.

كما استعرض الدكتور الغافري، أنواع المواد المخدرة، مشيراً إلى أنها تشمل، منبهات مثل الكافيين والنيكوتين، ومنشطات مثل القات والكوكايين والأمفيتامينات، ومهبطات مثل الكحول والكودايين والقنب، والمهلوسات مثل عقاقير الهلوسة، وتحدث أيضاً عن السلوكيات المصاحبة لتعاطي المؤثرات العقلية وأعراض تعاطيها، وكيفية تشخيص الإدمان كمرض مزمن، وأشار إلى مراحل المرض التي تبدأ من مرحلة تجربة المادة المخدرة، ثم مرحلة الاعتياد على تناولها، ثم مرحلة إدمانها.

وتحدث المحاضر عن مقومات العلاج الشامل للإدمان، لافتاً النظر في البداية إلى أهمية الوقاية منه، وقال إن هناك مستويات عدة للوقاية، الأول: الوقاية من السلوكيات السلبية وتجنب التعاطي، والثاني: علاج التعاطي والاضطرابات المصاحبة والوقاية من الانتكاس، والثالث: علاج الإدمان والوقاية من المضاعفات الخطيرة.

وفي إطار حديثه عن علاج الإدمان، سلط الدكتور حمد عبدالله الغافري، الضوء على الجهود التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة في مواجهة الإدمان، وذلك من خلال المركز الوطني للتأهيل، الذي يعد المرجعية الرئيسية لعلاج مرضى الإدمان في الدولة، وتأهيلهم وإجراء البحوث والدراسات اللازمة لذلك، وتحدث عن البرامج العلاجية المتوافرة في المركز التي تُبنى على نتائج البحث العلمي السريري والبرهان العلمي، والنموذج البيولوجي النفسي الاجتماعي الروحي، مشيراً إلى أنه يتم تقييم هذه البرامج من قبل فريق متخصص مستقل كل سنتين أو ثلاث سنوات وذلك وفق مجموعة من البرامج المخصصة لذلك.

وختم المحاضر محاضرته بالحديث عن معهد التدريب التابع للمركز الوطني للتأهيل، والمشروعات الجارية والمستقبلية للمركز، مشيراً إلى وجود نوع من التعاون مع مكتب قضايا المخدرات الدولية وفرض القانون التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، مؤكداً السعي إلى تعزيز الدور الذي يقوم به في مواجهة قضية الإدمان.

.

الفعاليات المقبلة

إصدارات