ضمن سلسلة محاضرات «مفكرو الإمارات»
«بن هويدن»: الصين قوة عظمى ناشئة واهتمامها بـ«الخليج العربي» اقتصادي

  • 15 سبتمبر 2022

أكّد الدكتور محمد بن هويدن، الأستاذ المشارك في العلاقات الدولية بجامعة الإمارات العربية المتحدة، أنّ اهتمام الصين بمنطقة الخليج العربي ينصبّ بشكل أساسي في الوقت الراهن على الجانب الاقتصادي، خصوصًا أن 50 في المئة من النفط الذي تستخدمه يأتي من هذه المنطقة، بجانب كون قطر ثاني أكبر مورّدي الغاز إليها.

وقال في محاضرة تحت عنوان «التطلعات الصينية في منطقة الخليج العربي»، نظّمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، ضمن سلسلة محاضرات «مفكرو الإمارات»، أنّ بكين تركز في سياساتها الحالية على جوانب أكثر أهمية بالنسبة إليها مثل الطاقة، والبنية التحتية، والاتصالات، والمواصلات، والتكنولوجيا، والتجارة التي تتمثل في مشروعها الطموح «الحزام والطريق»، مشددًا على عدم وجود بواعث للقلق من وجودها في منطقتنا لأنها دولة تفيد وتستفيد، كما أنّ طموحاتها اقتصادية بحتة.

ولفت «بن هويدن» النظر في بداية المحاضرة التي أقيمت في قاعة الشيخ زايد بمقر مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبوظبي، إلى أن الصين تتبع استراتيجية التوسع اللوجيستي في المنطقة قائلًا إن «بكين قوة عظمى قيد التشكُّل، لكنها لم تصل بعد إلى هذه المكانة برغم توافر مقومات دول القوى العظمى لديها، سواء من حيث التعداد السكاني، أو القوة العسكرية، أو القيادة السياسية الطموحة المتمثلة في الرئيس «شي جين بينغ»، مردفًا أن «الصين تفتقر إلى القوة الناعمة، والنموذج مقارنة بالولايات المتحدة».

وأشار المحاضر إلى أن الوجود الصيني في المنطقة وجود موضعي وليس مكاني، فهي تعقِد شراكات وليس تحالفات؛ لأن التحالف ينطوي على التزام عسكري، عكس الشراكة التي تستهدف جوانب اقتصادية وأبعادًا أخرى مثل تأمين إمدادات النفط بالتوازي مع ارتفاع الاستهلاك المستمر للطاقة في ظل الثورة الصناعية والتكنولوجية التي تشهدها الصين.

وعن إمكانية ملء الصين للفراغ الذي أحدثته الولايات المتحدة في المنطقة، قال «بن هويدن» إنها لا تطمح إلى ملء ذلك كما أن المؤشرات تُظهر عدم وجود إرادة سياسية صينية للسعي إلى تحقيق هذه الخطوة؛ وخصوصًا أنها تستفيد من الوجود الأمريكي؛ إذ تحافظ واشنطن على أمن المنطقة، وعلى حرية الملاحة في مضيق هرمز المهم بالنسبة إلى بكين، إضافةً إلى مواجهتها للحركات والتنظيمات الإرهابية والمتطرفة، مضيفًا: «أمن واستقرار المنطقة مطلب صيني».

وأشار «بن هويدن» إلى أن هناك مبالغة أمريكية وهندية في وصف الصين بأنها خطر كبير، موضحًا أنّ موقف الدولتين نابع من تخوفهما من المشروع الصيني الطموح «الحزام والطريق» الذي يركّز على مناطق آسيا الوسطى الخالية تقريبًا من النفوذين الروسي والأمريكي.

وشرح «بن هويدن» في نهاية المحاضرة دوائر اهتمام الصين وفقًا لترتيبها من حيث الأولوية، قائلًا إن الدائرة الأولى تتمثل في الشأن الداخلي الذي يشمل مبادئ الحزب الشيوعي والنظام السياسي ووحدة الصين، فيما تضم الدائرة الثانية الإقليم والحدود حيث تمتلك «بكين» حدودًا مع دول عدة من بينها أفغانستان الشديدة الخطورة والهند وباكستان، وتتمثل «الثالثة» في الولايات المتحدة وأوروبا، والدائرة الرابعة في منطقة الخليج العربي.

.

الفعاليات المقبلة

إصدارات