ضمن سلسلة محاضرات "مفكرو الإمارات"
الظاهري يؤكّد أهمية مواكبة التعليم العالي للمتغيرات المتسارعة

  • 1 مارس 2023

أكّد الدكتور سعيد خلفان الظاهري، مدير مركز الدراسات المستقبلية في جامعة دبي، أهمية استشراف مستقبل التعليم العالي باستمرار؛ خصوصًا من قبل المؤسسات المعنية في هذا المجال كالمعاهد والجامعات، وذلك بما يمكّنها من مواكبة المتغيرات المتسارعة، والتكيف معها، وتبني مفاهيم ونماذج عمل جديدة مثل الحرم الاجتماعي المفتوح، والتعلم الهجين، ومبادئ التعلم مدى الحياة، وخلق شبكة جامعات، والتشارك مع المؤسسات الكبيرة.

جاء ذلك في محاضرة نظمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، في 28 فبراير 2023 بمقره بأبوظبي، بعنوان «استشراف مستقبل التعليم في 2050»، وذلك ضمن سلسلة محاضرات "مفكرو الإمارات"، بحضور نخبة من الباحثين والمختصين والمهتمين.

وقال الظاهري إنّ الاعتماد على التكنولوجيا المتقدمة والحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، والميتافيرس، وأنماط التعلم المختلفة؛ بات ضرورة لخلق بيئة تعلّم تعزز التفاعل، وتخلق الرغبة لدى المتعلم، وتراعي احتياجاته، مشددًا على أهمية تمتع المنظومة التعليمية بالمرونة والانفتاح، ومواكبة المتغيرات، وتعديل سياسات القبول في الجامعات، والسماح بتبني طرق ونماذج تعلم وتقييم جديدة، ومؤشرات قياس مختلفة.

وأوضح الظاهري أنّ هناك مجموعة من إشارات التغيير التي قد تؤثر في مستقبل التعليم العالي، تنقسم إلى ثلاث فئات الأولى هي التغيير في طرق التعلم وتتضمن 15 إشارة يمكن أن تحوّل طريقة التعلم واكتساب المعرفة في المستقبل، مثل التعلم الهجين، والمدارس من دون مدرسين، والثانية هي التغيير المؤسساتي سواء في طريقة نماذج العمل، أو في إدارة مؤسسات التعليم العالي، والثالثة هي التغيير في منظومة التعليم خصوصًا وأننا نعيش في عالم مترابط ما يعني أنّ التغيير في أي مجال يؤثر في المجالات الأخرى؛ الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والبيئية والتكنولوجية.

ونوّه الظاهري إلى أنّ الحصول على درجة علمية واحدة سيصبح غير كافٍ في مستقبل الوظائف، وأنّ العاملين سيحتاجون إلى صقل مهاراتهم باستمرار، فضلًا عن تغيّر متطلبات المهارات بسبب التقدم التكنولوجي الذي سيؤثر في سوق العمل، وبحيث يصبح التعلم المستمر سمة الحياة، فيما قد تؤدي التطورات التي تحدث حاليًّا في مجالات تعلم الآلة، والذكاء الاصطناعي، وعمليات التحليل المعززة، والتوريد المزدوج، إلى تقليل قيمة المعرفة التي يملكها أصحاب الخبرة والتخصص.

وأشار الظاهري إلى أنّ اتباعُ نهج رشيق في الابتكار أصبح عنصرًا حاسمًا في النجاح المؤسسي في ظل ما يشهده العالم من تسارع في وتيرة الإحلال، وهو ما يدفع المؤسسات إلى الاستعانة بدورات ابتكار أسرع ترتكز على طرق التفكير، والنمذجة الأولية، وذلك من أجل توقُّع التغيرات الناشئة في السوق والاستجابة لها قبل المنافسين وتسريع وقت الوصول إلى السوق.

ولفت الظاهري النظر إلى أنّ البحوث توصّلت إلى أن استخدام القلم والورقة، وغيرهما من العمليات اليدوية التقليدية، يحفز الدماغ بشكل أكبر؛ بالمقارنة مع تدوين الملاحظات باستخدام جهاز إلكتروني، وهو ما أثبتته الطفرة الأخيرة ذات الصلة بكتب التلوين الخاصة بالراشدين، والتي تعدّ دليلًا إضافيًّا على قيمة القلم والورقة بصفتهما أداتين علاجيّتين.

.